يقول الزنجي الأول /بقلم : فؤاد ناجيمي

 للحنين إلى ما كنا قبل ذلك
أقرأ تجاعيد يدي
ولغتي وقت لم يراودني
كم تبقى منا ؟
لا شيء،
غير هذا صوت
ها نحن نقترب من الموانئ
وأقول للبحر مهلا
لم يحن ملحك بعد
طريقه على أجسادنا طويل
والكاليمبا متعبة فينا،
خرجنا من أساطير الأجداد
إلى حقول القطن مرغمين
وكانت حينها روما
تعيد حكاية التدني
خلف العالم الجديد

****

هل حملنا ما تركنا عقدا ؟
يسأل حفيد جدته
وشمس الغرب
تحجبها ظلال الباوباب،
لا يا بني، لكننا أغنية
مِن حزنها تخاف أقدام الغزاة
مَن سرقوا الرقص
مِن طبول ليالينا قديما،
ونحن هنا كما هناك
نجدد الآن الهوية في أنين البلوز
ولولا هندي أحمر
صُلب على صبارة حلمه
ما بكينا أكثر،
ونحن أسياد أنفسنا
رغم هذا المرض الأبيض
وما نحن بالعبيد

****

لسفن السياط الأولى
وجهي خارطة
يسقط منها المبعد
وأسقط منه
وتسقط أمريكا مني
في غدها المثقل بالدم
وغدا تسقط بوارجا
مِن لا تاريخ لها،
هناك ما بعد الحرية
ولدنا مرة أخرى
بحبل سرة أخرى
بأسماء أخرى
بأيام أخرى
لكن اللون كما هو
لون أقبية في البعيد
بين نظام الرق والحديد

 

 

شرح مصطلحات :

الكاليمبا / آلة موسيقية أفريقية تتكون من لوح خشبي مرتبط بـأشواك معدنية
الباوباب / شجرة إفريقية توجد في السودان، البر الإفريقي، ومدغشقر
البلوز / أسلوب موسيقي

توضيح  :
الزنجي هي كلمة مرفوضة لكنها في النص تعبر عن نظرة العنصري إليه

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!