يموت الظل ولا نموت / بقلم عادا الترتير

قَالتْ : مُتعبٌ يا قَلبُ ، أينَ سَكَنتَ ؟!

لم تَنحتْ يَدُ النَّحاتِ لي قَلبَاً مِنَ الأَسمَنتْ

وكم أبكِيكَ لا تَبكي وأفرَحُ حينَ تَفرَحُ أنتْ

لماذا يا طُفُوليَّ الهوى تَشْقَى ؟!

أحِنُّ إليكَ فوقَ التَّوقِ

مثلَ يَتيمَةٍ حَنَّتْ لدُميَتِها

أحِنُّ كزَورقٍ للمَدِّ ، للشُّطآنِ

للغَاباتِ حَيثُ نَمَا

أحنُّ لهِجرةٍ في الغيبِ حينَ أمُوتُ مُبتَسِما

أنا كَلِفٌ بهذا الدَّمعِ

أبكي مُغمَضَ العَينَينْ

ظَمآنٌ لهذا الحُلمِ حينَ يَمرُّ منْ وَجَعي

مُبلَّلةٌ مَلابِسُه بحزنِ النَّاسِ

وأين الناس

مَحشوٌّ أنا بحقَائبي ودَفاتِري ،

بالقُبلَةِ الأُولى

بشَكوى الأهلِ ضِيقَ العَيشِ

بالتَّاريخِ عُريانَ الحِكايةِ

فَارغَاً يَحبُو بلا ذِكرَى

ومنسي مع الأيام والأنفاس

مَحشُوٌّ أنا بأظَافري

عَرَقي

ومنْ وَرَقِ

ومَحشُوٌّ بشَوكَةِ وَردَةٍ بَيضَاءَ

كانتْ في زَمانٍ ما بلا مَعنَى

بخَوفٍ يَستَغِلُّ شَجاعَتي في الموتِ

كي يَطغَى على وَجَعي

لأهرب كلما نزفت يد المدبوح بالإحساس

وأين الناس

مَنسِيٌّ كحَبَّةِ لؤلؤٍ في البَحرِ

مَنسِيٌّ كنَجمٍ في مَدى الصَّحراءِ

يَبكي النُّورَ فوقَ الرَّملْ

ضَعيني فوق هذا الرَّفِّ تِمثَالاً

يُجسِّدُ حُزنَكِ الحَجَريّ

منسي أنا منسب

أَعيدِي نَحْتَ أورِدَتي ، تَفاصِيلي

وحُلِّي عُقدَةَ الأحزَانِ منْ شَفَتَيّ

أَعيدِي وَشمَ صُورتِكِ التي بَهَتتْ على صَدْري

مَلامِحُنا التي اخْتَلفَتْ لتُشبِهَنا

مَلاحِمُنا مَلامِحُنا

وصَوتُ قَصيدَتي البَكمَاءِ كم لحَنَا!

وظِلٌّ قَاتِم الخُطُواتِ يَلزَمُنا متى لُحْنَا

يَدوسُ النَّاسُ هذا الظِّلْ

لم نَشْجُبْ

يَدورُ على سَواقي الحُزنِ مُمتَحِنَا

يَموتُ الظِّلُ

حينَ يَمُرُّ مَحنِّياً على التَاريخِ دونَ أَمَلْ

يَموتُ الظِّلُ حينَ يَظَلْ!

دَعيني أرقُبُ البَندُولْ

أسأَلُه : متى تَهدَأْ ؟

لماذا تَصدَأُ الأيَّامُ والسَّاعَاتُ لا تَصْدَأْ ؟

كم اتَّسَعَتْ لمِلء حَقائِبي بالمِلحِ كَفُّ الذُّلْ ؟

نَموتُ بِفعلِ هذا الحبِّ دونَ هُدى

نَموتُ

فلا نَموتُ سُدَى

نموتُ

ولا يَموتُ الظِّل

عادل الترتيرْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!