قهوة سريعة / بقلم : محمد بنطلحة

 

،

 

 

فقط ،

من نكهتها

تتدفق جميع بحار الأرض في ما بينها .

سرعان ما تتدفق .

ثم تتبخر

في

كوب .

 

يا لي !

ويا لها !

 

في ما مضى ، كنت بحارا .

ثم صرت ، حين عميت و سقطت أسناني ،

صانع شباك .

ثم بائع أسماك .

وفي الأخير ، فقدت كل شيء ،

ما عدا حاسة الشم :

صارت أقوى .

 

كل هذا من الماضي .

وأما الآن ، فما عدت أتردد على قريةالصيادين .

صرت أنسى كثيرا .

و صرت

– كلما تذكرت البحر –

أفتش:

في ملابسي ،

وفي عيون الناس ،

وفي ما أكتب ،

عن أثر القهوة التي شربت ذات مرة

في سرير بلقيس .

كم سهوت !

و كم تذكرت !

ولكن ، في كل مرة :

رياح هائجة،

و أمواج لعوب .

 

هل أنا بعقلي ؟

أم أنا قارب أعمى ، ذهب إلى ما وراء البحار ،

بشحنة ثقيلة من القهوة ؟

ذهب . ولن يؤوب !

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!