كيفَ السبيلُ لدارِ شُكرِكَ خالِقي
إذْ ما شكرتُ تُسيلُ مردوداتي!؟
صُبحا دعوتُكَ فاستَجبتَ لِغايتي
ليلًا همستُ سمعتَها هَمَساتي
ورسمتَ قربَ الزهرِ شوكًا جارحًا
آثَرتَ لي دربَ التُقى لِنَجاتي
إن جادَ ذِكري في مَزايا خلقِكَ
هل تَكتَفي بالحبرِ كلُّ دُواتي؟!
أسقَيتَني كأسَ السعادَةِ خالصًا
لا مَن سِواكَ مَنابِعًا لهِباتي
ومنحتَني فِكرًا تَحلّى حِكمةً
أخرجتَني مِن حيرَتي وسُباتي
مُذ أن وُجِدتُ سَكبتَ فِيَّ فَضائِلًا
ونشرتَ نورًا في دُجى ظُلُماتي
وَأثِمتُ كَم ولأنّني مُستغفِرٌ
أكرمتَني وَغَفرتَها زَلّاتي
وبعثتَ خيرَ رسالةٍ مع مُصطفى
لولاهُ كيفَ سبيُلها لِهُداتي!
انصَبَّ شوقٌ مِن زَوايا خافِقي
نحوَ الرسولِ تسارَعت نَبَضاتي..
إنّي أتوقُ تَلاقيًا بمحمَّدٍ
مِن سيلِ شَوقي حِكتُها كَلِماتي
شقَّ الطريقَ بِقامةٍ لم تَنحنِ
إلّا لربٍّ حينَها الصلواتِ
أحيا ليومٍ ألتقيهِ بِجَنَّةٍ
فاضتْ سُطورُ الشوقِ مَع عَبَراتي