لأني القتيل/ شعر سعيد حسونة

السلام عليك شيخي الجليل

ما جئتك لألقي القبض على الشك

الهارب من وجه الدليل

ماجئتك ..

لأغترف الموعظه

 وماعقدت لواء النيه

لأتقن اصول التجويد

واحكام الترتيل ..

جئتك ..

لأني القابض على جمر الهوى

 المضرج بالهزيمه

الطاعن بالحزن

جئتك لاني القتيل ..

جئتك بتقرير موشح بالصدق

وبحق من رفع السماء

بلا عمد ..

أني لست ممسوسا”

 وما أصابني سهم من قوس الحسد

 جئتك بقصعة حزن طويل الأمد

وعيون افترسها الكسل

تكالب عليها الرمد ..

فأنصت يرعاك الله

أنصت خاشعا” لتلاوة اوجاعي

ولاتثريب عليك

 لو طلبت المدد ..

جئتك متئنقا” بالهموم

متئبطأ ” الحسرة

جئتك ياشيخي

 وطعنات الأقدار مكتملة النصاب

جئتك ..

واحساسي بلفظ أنفاسه الأخيرة

وأطراف مشاعري

 مبتورة الأعصاب

 فكيف أستر أناتي

وقد تآمر عليها زناة الجرح

و أنهكها الاغتصاب ..

وكيف ياشيخي ..

كيف أفض بكارة الصمت

ولساني مقعد

وحروفي لاتقوى على الانتصاب

خلصني ياشيخي

من حب دك حصون الغيب

اقتحم حجرة القلب

 وأغلق خلفه الأبواب

خلصني ..

من هذا الفزع

هذا الكابوس ..

هذا السطو المسلح بالأهداب ..

خلصني ..

 من حب منزوع الدسم

مخفف بالفتور

 حتى غدوت بين العاشقين

كأعجمي بين الأعراب ..

خلصني .. من حبيبة

 تتجنب الاختلاط بمشاعري

 تأبى مصافحة القصيدة

 كطفلة تخشى ملاطفة الأغراب ..

 توجتها ملكة على قصائدي

جعلت عرشها

 ما بين علياء الاسطورة

 وامجاد الخرافة ..

بسطت لها يد الهوى

عاهدت هواها على السمع و

الطاعة

وبحضرة الحب ..

بايعت عينيها على الخلافة

وعلى مائدة الأيام

 قدمت لها حبا” ممزوجا” بالدفيء

 شديد التركيز ..عالي الكثافة

مضيت اليها مندفع ” بالعشق

فاقتلعت النشوة

وزرعت الشوك بطريق المسافه

فالحب عندها اضحوكة

 اوشيء من الوهم

مقرونا” بالسخافة ..

 ولأني العاشق البار ..

 تناولت أقراص الصبر

ثلاث مرات باليوم

بين وجبة الكبت

وعند القهر

وقبل النوم ..

هذبت جموح كبريائي

تجملت سعير الغرور

 نيران الغرور

 جحيم الخصام

وحرارة اللوم ..

 تحملت شعائر القسوة

مذلة الحب

 وانا يا شيخي سيد القوم ..

حسبك ياولدي

 وكأني اراك سيد العشاق

وامام الهوى

تؤم جموع المعذبين لصلاة النحر

 في جماعه ..

مصاب بحمى العتاب

تعاني من الم بأسفل القهر

 مع تقلصات بالحب

 مصحوبا” بنقص في المناعه..

 وأشهد انك مسرف بالغرام

جاحد بشريعة الرضى

ولاتؤمن بمذهب القناعه

وانك .. سجين الهوى

 والسجان ياولدي

 يشدد الحراسة على التوبة

 ويمنع زيارة الشفاعه ..

 وانك احتملت في سبيل هواها

 مالايطاق ..

فكيف تتنفس الحب

 وانت مغمور بالاختناق ..

ادرك ان جنتك خاوية على عروشها

 مترهلة

مصابة بانهيار عصبي ..

تريث قليلا” ..

 لاتتخذ من العذاب ذريعة

تحرض بلاطك العاطفي

 ليصدر مرسوما”

 بقرار غبي ..

الا تذكر ..

 الا تذكر ايها العاشق الأبي ..

 منحتك تصريح العبور

لأقطار القصيدة

علمتك كيف تكحل اجفان السطور

 بكلمات تتباهى

بحسنها العربي ..

 كيف تفرغ حمولة الاحزان بميناء

الاوراق

عندما يرتفع شراع الوجع

 ليبحر بالوريد

 فأطفيء سراج الياس ياولدي

لابد لرعايا العاطفة من انتفاضة

تتمرد على شعور يحكم دولة الحب

بشعور بليد …

 رغم أنف الصقيع

سيعتلي الحب صهوة الانقلاب

 يقود ثورة تطيح بمملكة الجليد ..

 ستبقى يا ولدي

 قيد الأمل

 الى ان تشرق الصحوة

 ويأذن الله بما تريد ..

 ستبقى على سرير المعاناة

طريح الحب ..

تعاني من سرعة النزف

وارتفاع بحرارة القلق .

ستبقى .. ثملا” بالحب

تطوف باحزانك ارجاء الدموع

 تشكوها لرفاق الغروب

ورواد الشفق ..

 ستبقى ياولدي

 بمجالس الحيرة تنتظر وفود

الطمأنينه

 لتهديء من روع الحب

 اذا اختلف مع العقل

او اتفق ..

وستبقى هذه الحبيبة

تعتقل الفكر .. تحتل الخاطر

تحاصرك ..

كاسوارة البؤبؤ بمعصم الحدق ..

 فاحزم اوجاعك ياولدي

وامضي ..

 فمن قال ان الحب

ابتلاء وجنون

ورب الكعبة صدق ..

 سعيد حسونه 26/5/2017

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!