لعلّكَ ترجعُ/ شعر : الشاعرة السورية ليلاس زرزور

في رثاء ( محمد نور)

مازلتُ منتَظراً لعلَّكَ ترجَـعُ

والروحُ من طُول الأسى تتوجَّعُ

أينَ المسيرُ…وأينَ رُحْتَ مُسافراً

وَتركتَ عيني يامُحمَّدَ تدْمعُ

وترَكتَني أحْب و على رَملِ النَوى

وعليكَ أجْهَلُ أيَّ بابٍ أقرَعُ

وجعَلتَ حُزن الأرضِ يشحذُ خِنجراً

وبقلبِ والدكَ المُلَوَّعِ يَقْطَعُ

وكَحُزنِ يعقوبٍ ليوسُفِهِ بَدَتْ

روحي عليكَ مَرارَةً تتَجرَّعُ

ماذا رأيتَ من الشبابِ وزَهْوِهِ

حتى أتتكَ يدُ المنيّةِ تهْرعُ ؟؟

مازلتُ أنظُرُ للسماء بلهفَةٍ

مازال قلبي في رجوعِكَ يطْمعُ

إني أُنادي يامُحمّدُ لَوعَةً

وهل الذي تحتَ التُرابِ سيسمَعُ؟

قد كُنتُ آملُ أنْ أزُفُّكَ قبلَ أنْ

يأتيكَ سَهْمٌ للمنيّةِ مُسْرِعُ

فإذا تزُفُّكَ للخُلودِ ملائكٌ

بأكَفِّها وهو الزَفافُ الأروَعُ

ياموتُ قد سلبَتْ يداكَ حُشاشتي

وتركتَ ناراً بالجوانحِ تلسَعُ

ماكُنتُ أرجو أن أعيشَ وأنني

يوماً بفقدك يامُحمدُ أُفجَعُ

قد كُنتُ أرمي الرُوحَ دونكَ للردى

لو كان كفُّ المَوتِ عنكَ سيُدْفَعُ

لمْ تُبقِ لي شيئاً أعيشُ لأجلِهِ

لمْ تُبقِ لي صَبراً بهِ أتدرَّعُ

قد كُنتَ أجملَ مايكونُ به الفتى

والخيرُ منك على الورى يتفرَّعُ

يانائماً بين الترابِ تركتَ لي

عَيناً بفقدكَ لاتنامُ وتَهجَعُ

سيظلُّ منكَ وأنت ترقدُ في الثرى

عطرٌ لرُوحكِ بينهُ يتضوَّعُ

أبكيكَ ماناح الحمامُ بغُصْنهِ

فجراً..وما شمسٌ علينا تطْلَعُ

فعساكَ في روض الجنانِ مُخَلَّداً

بنعيمِ ربّكَ في السَما تتَمَتَّعُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!