للنبض خيول

رفَّت على أعتابِ صدري و الوَجيعةْ

و اسْتحالت في امتشاقِ النبضِ أطيارًا و ماءْ

لكنها تاهت بأجْواز الرُّؤى

ترنيمةً

كانت تُجيدُ الصحوَ في كهف الْمَحارْ

….

 مدَّت سطورَ الروحِ في صدْرِ الصَّبَا

علَّها تُغوي البراحاتِ الَّتي فرَّتْ

أوتُخاصِرْ

 للْيَمِّ داراً

أو تُلاقي

 في الأعالي

ثُلَّةَ الضوءِ الذي

 كان يَفرِدُ جُنحه فوق السَّواقي

أويَصُبُّ اللونَ صحْوًا في بَكَاراتِ الْحُقول

أ وخيالِ الظّلِّ حينًا أو فوق كَرْماتِ الدِّيارْ

علَّها تَغتالُ جُرحًا في جَبين الشرقِ يَسْري

أو تُواري سَوْأةً للريحِ شبَّت فوق أرصفة المدار

ثم مالَت

فوق دارِ الرُّوحِ تَهْذي حيثُ أنْهكَها الأُفُولْ

لم تجد للصبحِ سهلًا أو رَّوابي

فالبوادي لم تعُد من أرضِ” مَوْت”

والرُّؤى في الطلِّ عُرْيٌ

 والصَّدى محْضُ انتحارْ

أخفت تلالُ السُّهدِ قنديلَ الرُّؤى

حتى إذا مِيْدت بقايا الرُّوحِ  شَالَتْ

ثم حطَّت في البَوارْ

..

رتَّلت كلَّ التعاويذِ التي تُغوى الصباحاتِ البعيدةِ

وانْثَنت تُؤْوي المَطرْ

كلَّما مسَّت خُيولُ النبضِ سِفْرًا

كان يبدو في مرايا الغيمِ غبنٌ

أو يُواري مَرسَمُ الأرض الدُّوارْ

..

ظلَّت بكفِّ الحُلْمِ حتى أبْصَرتْ

في سُروةٍ للنبضِ جُندُول اللَّهب

كم راعَها شكلُ امْتقاعِ الغيمِ في

جَفْن الرُّؤى

وارتحالُ الصبحِ في كفِّ النَّهارْ

أوثقت في الغيمِ أوْرادًا لها

وانثنت جزعى تُطاردها الطُّلول

ترسُم الطُّرُقاتِ حينًا بالصَّدى وحينًا

في صميم الروح يركلها الصهيل

كان وِرْدُ  الغيم يجَفَل كلَّما

  انفعل السكونُ

أو تَعالَى في زوايا اللَّيلِ

صوتُ زلزلةِ الدِّيارْ

جزْعَى تُواري رجفةً الْغيدِ

التي ضمَّت حكايا الريحِ عن

غوُلِ الشَّجرْ

ذاك الذي استلَّ الصَّباحاتِ العتيقةْ

فاسَّاقَطَتْ ريح وَّ عاثت بالمواويلِ المَنافي

واستباحَ اليمُّ موجَهْ

واعتلى الأجواءَ قرصانُ البَوارْ

حتى اذا اشتدت تباريح الطيور تهيأت للريح ثوبًا

 وارْتمت فوق السياجِ

علَّها تُزجِى الرَّوابي باقةَ الرُّوح

التي شبَّت رَحيقًا في المَدارْ

صاغت شراع الحلم من فيض الوجع

و اسْتعْذَب الصَحوُّ الغَمام

حتى اذا سِيِئَت وجوه الصُّبحِ في كل الزَّوايا

أرسَلت مَدَّا “وألْقَت ما بِها”:

“كلَّ الحكايات التي أدمَنتُها

والليلِ واللونَ البهي

وجهَهُ المخبوءَ في نبضِ البَراحْ

 كلَ الأغاريدِ التي أتقنتُها

تلك التي كم أيْنعتْ زهر الرَّوابي في دَمي

كم أينعت معنى المَرارْ

….

كانت تعاني الانتظارات السدى

يغتالها

في مرسم للصبح ريح ليس تغشاها البشارة

كم أرهقَ الدمعَ النعاسُ

حتى إذا لاقَت بأهْدابِ الرُّؤى

ذاك الذي يُغْوى النشيدَ ازَّخرفت

و استعذبت ثوبَ البُكور المُنتهى

 مسَّ الغيابَ الصبحُ فيما أبْصرت

و استلها الغُصْنُ الذي عاثَت بهِ الريحُ السُّدى

“أضْحت كأن لَّم تَغْنْ بالأمسِ”

و قد كانت إذا مدَّ الخريرُ الجُنْح في سُحْبِ التَّنائي

خضَّبت كفا وَّ صاغت من رُفاتِ الغمْرِ

أشْتالَ المُحالْ

  أضْحت كأن لَّم تغْنْ بالأمسِ”

و كم كانت تُجيدُ الصَّحوَ

بعضا مِّن حكايا شمسِنا الأُولى

وموالَ الشَّمالْ

لكنها حين اسْتوتْ رفَّت بأعْتابي

فهل كانت بمسْرى الماءِ أوتارٌ

ان اهْتزَّتْ خَبتْ؟!!

 شعر : الشاعرة الدكتورة منال الشربيني / الاسكندرية / مصر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!