ليلى / شعر : الشاعر الأردني الدكتور محمود الشلبي

آفاق حرة 

********
ناديت ليلى فخف القلب يتبعها
مرئية بغياب كنت أسمعها.
قد أرشدتني خطى نبضي إلى دمها
ورن صوتي خفيفا بين أضلعها.
فأسال الليل عن ليلى وأكتبها
قصيدة تحفظ الأيام مطلعها.
أرى النجوم دلالات تشكلها
يد السماء وليلى قد توسعها.
كأنها في سديم الحلم أمنية
بعيدة في قرار الصمت مضجعها.
واليوم أرنو إلى آياتها دنفا
فالعمر نهر لجين في مرابعها.
تمشي على الأرض نشوى قد تنازعها
لحنان: باد وخاف في مقاطعها.
أشم عطر احتراقي حين أحضرها
وأقطف الورد من معنى أصابعها
ما زلت أسأل قلبي عن مدى وجعي
وأسأل الروح عنها عن مواجعها.
زرعت ورد انتظاري في حدائقها
وردد الطير ألحانا توزعها.
هي الفصول التي جاءت تذكرنا
بسيرةالأرض في شتى مراجعها
تخلو إلى نفسها ليلى تسائلها
عما تفجر فيها من منابعها.
لولا هواها لما غنت بأيكتنا ورقاء، وانطلقت أذني تتابعها.
ليلى على لحنها تنساب أغنية
أيقنت أن إله الكون مبدعها.
كل يغني على ليلاه منتشيا
أما أنا فغنائي من ذرائعها.
تثير في خاطر المعنى حماسته
كأنما القلب جمهور يشجعها.
إني رجعت إلى ذاتي أقلبها
وقد وجدت بها ليلى تبايعها.
هي المهاة التي حالي تغازلها
باسم الحياة وتمضي أحرفي معها.
إذا تأملتها حالا تسائلني
عما تماثل من آي تطالعها.
وفي الحقيقة دائي لا علاج له
منها فإنه في مقام الوجد يوجعها.
قالت: تركت ظلالي فوق أسطحنا
وفي الظلال لغات كنت تسمعها.
ناديت ليلاي والأموات تحملني
كأنني طائر يشدو ويتبعها.
هذا الحنين الذي قلبي يرتله
هو الصدى رجع صوتي زار مطلعها.
إذا انتبهت إلى معنى يشابهها
أو ارتشفت دموعا من مدامعها.
فإن قافيتي_ لا شك_ ترجعني
إلى الروي الذي فيها وترجعها.
وهكذا يستعيد الوزن ألفته
كأنما الشعر طبع من طبائعها.
أرق من نسمة لهفى يطارحها
شوق الجناح هوى والطل يرضعها .
هذا الحديث الذي قد راح يجمعني.
بقلب بستانها الداني ويجمعها .
رسالة أتقنت تأويل لهجتها
للعاشقين وهذا العشق يرفعها.
ضيعت مسراي في مهوى أعنتها
مسراي يخضر فيها إذ يطاوعها.
حلبت غيمة أحلامي على مهل
وقلت:اشربي فالحب مرضعها.
تري وميضي بريش الحرف يشعلني
وفي القصيدة أرياح تزعزعها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!