{ليوسفْ أصغر أسير فلسطيني}} شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

 باللهِ تَأَمَٰلْ هذي صورةُ يوسفْ

هلْ شاهدْتُمْ طفْلاً أجْمَلْ؟

وكأنََ الطفلَ وُرودٌ أو أبْهى

تَتَفَتَّحُ مثلَ البُرْعُمِ في أجملِ

حَقْلْ منْ يَتَطلَّعُ في وجهٍ صبِيٍٰ

كنعانيٍّ مثلَ البدْرِ فكَيْفَ يَمَلّْ؟

كانَ بِقَلْبِ السِجْنِ كَضَوْءِ نهارٍ ،

أو فَجْرٍ منْ عتْمَتِهِ يَنْسَلّْ

كان حبيساً في قفَصٍ كالبُلْبُلْ

قِصَّتهُ :طفلٌ مولودٌ في سِجْنٍ

نازيٍّ في القرنِ الحادي والعشرينَ فهَلْ يُعْقَلْ؟

في يومٍ معلومٍ منْ كانونِ الثاني لا الأوَّلْ

وُلِدْ الطفلُ بِزِنْزانةِ فاطمةِ الزِقِّ مجاهدَةٍ

كانَتْ أنْ تَتَحَزَّمُ بالألْغامِ لتَثْأرَ

مِنْ قُطْعانِ الإنسانِ الأوَّلْ

قُطْعانٌ لا تعْرفُ إلَّا القتْلْ

كانَتْ بالشهْرِ الأوَّلِ

لا تعلمُ بالحَمْلْ

وَلَدَتْهُ مِقَيَّدَةً والسجَّانُ

يُحاولُ في الأوقاتِ الصعبةِ أنْ يُغْرِقَها

-لكنْ لا يَقْوى-

بالشَتْمِ لتَشعُرَ عبَثاً بالذُلْ

فاطمةٌ منْ شَيخٍ صوفِيٍّ أنْبَلْ

منْ قالَ بِأنَّ المؤْمِنَ حينَ

يكونُ معَ اللهِ بِإنسانٍ أعْزَلْ

كانتْ منْ نوْعٍ صَلْبٍ تَتَمَسٌَكُ باللهِ

،تَرُدِّ الصاعَ لهمْ بالمِثْلْ

كم جرَّبَ أعداءُ الإنسانيَّةِ

وَأدَ الطفلِ بِرحْمِ الأُمٌِ مراراً منْ قَبْلْ؟

ويشاءُ اللهُ بأنْ يبقى حيَّاً وَيَزيدَ

بقلْبِ النازيِّينَ الغُلّْ

ما حِكٍمةُ خالقِهِ أنْ يبقى حيَّاً طَبْعاً نَجْهَلْ؟

عاشَ لِعامَيْنِ سَجيناً خلْفَ القُضْبانِ

فَلا شمْساً أو قمراً يعرفُ أو طيْراً

أو شجَراً أو بحْراً أو جبَلاً أو سَهْلاً أو تَلّْ

لا يَعْرف أنَّ هنالكَ ألعابٌ للطفلْ

لا يعرفُ ما معني النهْرَ أو الجَدْوَلْ

كانتْ لُعبتهُ طنجرةٌ بالمَحْبسِ أو سَطْلْ

كانَ السجَّانونَ ،الأسلاكُ الشائكةُ

القُضْبانُ وعَسكرهمْ للطفلِ

همُ الفِلْمَ اليوْمِيَّ المعروضُ

على شاشَةِ نازيٍِّ لا يَخْجَلْ

عالمهُ كانَ الزنْزانةُ

،زِينَتُها أوساخٌ بطَّانيَّاتٌ

منْ عصْرٍ حجَريٍّ ،أو جَرْدَلْ

كانَ ينادي كلَّ المسجوناتِ بِأمِّي

في المَعْقَلْ

هذي أخلاقُ النازيٍّ الصهْيونيٍّ المُحْتلّْ

هذا مِرْسالُ الغَرْبِ لَنا،لِيُمَدِّننا

مرسالٌ مثلَ قُماماتٍ إو زِبْلَ

يتَعامَلُ حتَّى معَ طفلٍ كالبُرْعُمِ

بالحِقْدِ وَأمَّا التعذيبُ اليوميُّ فَلا يُحْمَلْ

وعنِ التعذيبِ النفْسيِّ فَلا تسألْ

لَوْلا صفَقاتُ الإرْغامِ لتحريرِ الأسرى ،

ظلَّ الطفلُ لأعوامٍ مسجوناً معَها

لا يَبْرحٌ زنْزانتها وكأنَّ الطفلَ نباتٌ برِّيٌ

منْ دُنيا أخرى مَغروسٌ إجباريَّاً في مَشْتَلْ

ولكمْ عانى بعدَ الحُرِّيةِ كي يَتَأقْلَمْ

معَ والدهِ أو أخوتهِ أو مُجْتمعٍ ثانٍ أو أهْلْ

والآنَ بِسنِّ التاسعةِ الطفلُ المُبْهِرُ

أصغرُ مسجونٍ

في تاريخ سجونِ النازيِّينَ ،

وأغنى طفلٍ

ذي تاريخٍ ومعاناةٍ في المدرسةِ

أوْ في الفَصْلْ

وتَكَرَّرَ ميلادُ الأطفالِ هناكَ وعانوا

تمْييزاً ومعاناةً بالمِثْلْ

وَأضافَ المُحًتلُّونَ طِرازاً فاشيّاً

آخرَ يُولَدُ فيهِ الأطفالُ

على حاجِزِ تَوْقيفٍ وَبلا سِتْرٍ

وطبيبٍ أو قابِلَةٍ أو ظِلّْ

وخِيارٌ أخرُ لو ينْجى الأطفالُ

بقَصْفِ الطيَّاراتٍ المَقْتَلْ

هذا أنْموذجُ إسرائيلَ الديمقراطيْ

والإنساني جداً جداً وَمَعَ الكُلّْ

مطلوبٌ منْ عالَمنا أنْ يَنْظُرَ في المرآةِ

قليلاً كي يخجَلْ

هل صادَفْتُمْ مَنْ مِنْ عِرْبانِ

الوقْتِ الراهنِ أبْخَلْ؟

القدسُ تًهانُ وقادَتنا في بارٍ تَثْمَلْ

وجيوشٌ في المَشْرقِ إنْ وقعَتْ

حربٌ للظَهْرِ تُديرُ فلا تُقْبِلْ

هل يُمْكنُ أنْ يتعايَشَ أطفالُ

بلادي معَ أفعىً أو صِلّْ؟

هل يمْكننا أنْ نبني معهمْ سِلْماً بالفِعْلْ؟

هل ما زالتْ للأوهام مساحاتٌ

عِنْدَ البعْضِ ،وإنْ كانتْ أينَ يغيبُ العقْلْ؟

كم بالَغَ بعْضهمُ بالتنظيرِ ،

فواللهِ بأنِّي أتَقَيَّأُ قرَفاً عندَ سماعي تَبْريراً

أو تثْميناً أو إعْجاباً بالقَوْلْ

والآنَ بَتاتاً لا قُوَّةَ في مْنْطِقهمْ أو حَوْلْ

زمَنُ الأوهامِ كما قِيلَ قديماً حوَّلْ

يا يوسفَ يا أجملَ وجْهٍ كان بسجْنٍ

مظلوماً بعْدَ عزيزِ الفُسطاطِ ،

وَلا نَدري لكَ ما هوَ مخبوءٌ منْ ربِّكَ

منْ بُشرى ،فَاقْرأٍ سورةَ يوسفَ

وَاحْفَظٌها فهناكَ البشرى يا يوسفَ والحَلْ

وهناكَ بإذْنِ اللهِ جميلُ الفَألْ

أنتمْ فرسانُ المُستقبلِ

يا يوسفْ وبأيْدِيكمْ مِفتاحُ الحلّْ

حاضرنا جداً جداً مُخْتَلٌ مخْتلّْ

والشعبُ بأغلى الأبْناءِ كما عَوَّدنا لا يَبْخَلْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!