ماتت بُثَينةُ/ شعر هيثم الجبل

ماتت بُثَينةُ يا جَمِيلًا بالهَوى
وكذاكَ ليلَىْ باتَ يُخفِيهَا التُّرابْ

هَجَرَتْ طُيُورُ الهائمينَ رُبُوعهَا
وَاسْتُوطِنَ القَلبُ المُتَيَّمُ بالعَذَابْ

وتَحجَّرَت في القلبِ دمعاتُ النَّوى
وتَعَلَّقَ القلب المُعَذَّب بالسَّرابْ

مَاتوا وَحَطّ الحُّبُّ عِنْدَ قُبُوْرِهِمْ
فبَكَت على أرواحهِمْ ، هذي الشِّعَابْ

كلُّ الذِينَ خَلَوكَ .. تاهوا يومَ أنْ
زَرعوا بذُورَ الحبِّ في أرضٍ يَبابْ

لا تُسلِمَنَّ العِشقَ دَفّةَ مَركِبٍ
يُغويكَ بالشطآنِ .. في عُمقِ الضَّبابْ

سَهمُ العيونِ منَ الحَبيبةِ قاتِلٌ
لَكنَّنا نَطوي لِقِتلَتِهِ الصِّعَابْ

حَمقى نُجَرُّ إلى الضَّنا وكأنَّنا
كالطَّيرِ يَمَّمَ وَجهَهُ شَطرَ الذِّئَابْ

فاسمع إلى نُصحِ الذَّبيحِ فَقولُهُ
طبُّ القلوبِ ، دواؤهَا ، فَصلُ الخِطَابْ

فإِذَا أرَدتَ بِأَنْ تَرُوم إِلَى الَهوَىْ
حَصِّنْ رُبُوعَكَ أَنْ يُباغِتها الغِيَابْ

واحشُد منَ الجُندِ الكثيرَ .. وخُض بِهِمْ
لا تَخشَ بطشَ الحبِّ ، والمَع كالشِّهَاب

مَصلُ الجراحِ يَصدُّ “فيروسَ” الضنا
يَحمي دِماء الطَّيرِ مِن نابِ الغُرابْ

هَب أنَّ قيسَ العامريَّةِ ما هَوَى
ما هَامَ في الصّحَراءِ مَسلُوبَ اللُّبَابْ

الحبُّ لعنَةُ .. لا تَرُمهُ فإنَّهُ
نارٌ ، عذابٌ ، كلُّ ما فيهِ اغتِرَابْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!