( مريم .. تراتيل على خاصرة الوجع )

 مخاض الفجر عسير…

هو طعنة في خاصرة اللّيل

.. فأيّ شهوة تجعل من انتشاق

 الفجر دهشة..؟!

 أيّ ذروة تنجب الندى… !؟

تجعل من العصافير تنتعل الرياح

 والفضا

 تمتطي صهوة المدى

و تشدّ خيوط الشمس لتفيق

 من صدر السماء آية ..؟!

 أيّ لذة حين يسفك النور على

 خدّ الصباح ليصير ثمة ياسمين

… !؟

وإذ انتبذنا من أوجاعنا مكاناً

 قصيّا

 وإذ تفيّأنا ظلّ ما تبقى من

 أشيائنا

  جنوب غيابنا أو احتمالنا

شرق ظِلّنا أو ضَلالِنا

غرب موتنا أو قيامنا

حتى إذا ما جاءنا مخاض

القَصيدِ

  وهزنا جذع الشّوق صحنا

مريم

…. يا مريم أورثتنا حزن الصليب

 أوجاع الكنائس والمسيح

 رعشة الأجراس في وقت

 الصلاة  يا مريم

 …  إنّي هززت كلّ نخلات الوجود

 ما اسّاقطت منها تمرة ولا

رطب ولا ظللت أحلامي

 ولا أناخت راحلة أوجاعي

 لتستريح من هذا التعب …!!

 ما نسج العنكبوت خيوطه

 ولا رتب الحمام عشه على

 باب غاري وارتقب … ؟!

 ما قطع أصابعه القهر حين

تجلّت أرواحنا زغب …

 أكل النمل عكّازنا، حلما عليه

 حين آه نتّكئ

والهدهد ضلّ طريقه وأطال في

 غيابه

 حتّى صار غيابه لنا نبأ …

 يا مريم …

 أيّ المواقيت أجمل للصلاة

 لياءات النداء

للمكوث في هدأة الوقت ..

 أيّ الأماني أجمل للتمنّي

 أيّ الأحلام أجمل للبقاء …

 للهروب من طين الفراغ … ؟؟!!

 يا مريم …

  أيّنا في غيابة الجبّ مستوقد

 من ربّه نارا
تؤنسه تأتي إليه بقبس
تُحرق فيهِ أوجاع أبي لهب … !؟
أيّ الغياب أجمل للمجيء إليك

 والهرب .. ؟!

 أيّ العصيّ قد تأكل صدأ

أوجاعنا

  تشقّ بحر الآهة تنجينا من

 هذا الغرق .. !!؟

ما صلبت أوجاعنا يا مريم ولا

 قتلت

 لكنّه عمرنا على جحيم الوقت

 انصلب ..!

 هيّئ لنا أنّنا سنأتي يوما نبيذا
يجري من واحات العنب   ..!!
هيّئ لنا أنّنا سنشق في
العتمة نوافذا من شهب!! ..

هيّئ لنا يا مريم أنّ سيّارة
سينتشلونا من قاع العتمة
ومن رطوبة الصمت
وصمت القبر وما نهب ..؟!
أنا إذا احتطبنا بعض أحلامنا
ذابت آلامنا وتبّت يد البرد تبّت وتب ..؟!
إنّا سنبني سفينة ننجو بها
إذا ما فاض بحر أوجاعنا
وأرواحنا سلب… !
هيّئ لنا أنّا سنجري لمستقر

لنا

 لمتّكئٍ لنا

لمنزل لنا لا صخب فيه ولا

نصب ..

  هيّئ لنا يا مريم أنّا من فكّ

الحزن سننجو

إذا صبرنا

  فإن صبرنا فلنا نزيف حتى جفاف العروق …

 وإن صبرنا
فالآهة بعشرة أمثالها والصبر
حرّ بما يزيد …

 وإذا صبرنا

 فلربّما تنمو في سبع عجاف

 سنبلة …

 لكنّه صبرنا تاه في ضجيج

الأماني

 وركب نوح قد مضى
وارتحل … …

 وكلّ أحلامنا أكلت يوم عمرنا

 أكل ..

 وكلّ أفراحنا صلبت

 وقتلت وترمّلت من بعدها

 أرواحنا وأحلامنا تيتّمت …

 يا مريم …. أيّ حزن

في أحشاء العمر قد نما فينا ..

  قد بلغ أشدّه كبر معنا وانتصر … !!؟

يا مريم …

  إنّي هززت كلّ نخلات الوجود

 ما اساقطت منها تمرة ولا رطب…!!

 شعر:  الشاعر  محمد أبو زيد 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!