معجزة الغرام/ شعر الشاعر خالد أبو الرشيد

عــلقت عيــــون النـــاظرين عيـــونها
شغفـــــا وزاد الكبـــــرياء فتـــونــــها
نظراتـــــها النجـــــــلاء قاتلــة ومــــا
أحـــد شكى رغــم العــذاب طعـــــونها
تركت قلوب النـــاس في فوضى ومــا
هزت عــــــذابات القلــــوب جفــــونها
لمــــا أتت في مــــوكب مــن سحـرها
والجــــــاريات يســــارها ويمينــــــها
تسمــو على عرش الحســـان مليــكة
صان السمو جمــــــالها فيصــونـــها
مـــــا زانهـــــا التـــــاج الأغـر وإنما
زانتــه كيـــــــــف تزينــه فيزينــــــها
ولــدت مــــع الأحـــلام أروع لوحـــة
والله أبدع فــي الــــورى تكوينــــــها
واختـــار مـــريم في العفــــاف قرينــة
معها ويوسف في الجمـــــال قرينــــها
آياتــــــها فــاقت جميـــــــــع مـــذاهبي
في الوصف واحتل النَّهــــارُ جبينَــــها
هيفــــــاء ناعمـــــة المـــلامــح لــدنة
حتى حـــرير الشـــرق يجـــرح لينـــها
أعيا قــوافي الشعر سحــر حضــورها
ونست مقامـــات الغنـــاء لحـــونــــها
قـــد كــادت الأشجــــــار تمشي خلفها
ولأجلهــــا ظـــلاً تمـــد غصــــــونها
مـــا كنت أعلــــــــم للغـــــــرام نبيــةً
في الف معجــــــزة لأتبــع دينـــــهــا
لــــولا هـــواها لـــــــــم أزل بظلالتي
فوضى أحـاسيسي وشعــري حينـــها
أهــــــواك يا امرأةً تضيء جـــــوانبي
والأرض مــــوحشة الجوانب دونــها
لــون الحيــــاة حضورهـــا وغيــابها
طفأ الليـــــالي واستثــــار شجــــونَها
أنثى مــــن الإحساس مـرهفة الهوى
مجنـــونها وأرى الرشـــــــاد جنونها
أنا سيِّـــــــــدُ الشعـــــــــراء إلا أنني
أمسيت في دنيـــــا الغــرام رهينَــها
وحــدت أحــــلام النساء وما اشتهت
نفســـي شقــــائقــها ولا نسرينـــــها
لا شرفــة فـــــي الأرض إلا جئتــــها
وتهيــــأت علِّــي أكـــــــون دفينــــها
إمـــا التـي رسم الفـــــؤاد خيــــــالها
أو تلتـــقي روح المحــب منـــونــــها
لا مستحيــــل بمـــا ترى أحــــلامنــا
مـــــــا أدركت مهمـــــا تظن يقينــها
لــــم يبــق مـــــا أصبــــو لــه فأناله
حتى اقتحمت على الشَّموس عرينها
فدعــــــوته ممـــــــا لقيـت يعيـــنني
وعلى جنــــوني المستعـــــان يعينَها
هي مثلمـــا عاندت عصـــري عاندت
والنــفس تنفــرُ او تطيــــع قرينَهــــا
لــو أبصرت غيـــري زهدت بحسنها
ورأيتـــــها دون اللـــــواتي دونـــــها
يا قبح مـــن نظرت لغيــــــــر حبيبها
حتى ولــــــــو قال المـــلا يا زينـــها
لا ترجمانَ لــدى المشـــــاعرِ إنَّمــــا
سمعت قلــــــوبُ العاشقيـــن ظنونَها
ويثيـــر لوعـــــات القلــــوب توجسٌ
حتى يوافـــــق بَوحُهـــــــا مكنــونَها
إن الهيـــــامَ عبـــــــادةُ النُّبــلاءِ قــدْ
مازَ النُّفــوسَ عـــــــزيزَها ومَهينَهـا
عنــــدي حنيـــــنٌ عزَّ وصفه فاقَ لو
جمعت قلـــوب العاشقيـــــن حنينَــها
لـــــولا مـداراتي عليهــــا في الهوى
حرصــاً لناداني الــورى مجنـــــونَها
كــــم مــات في صدري رجاءٌ وانثنى
جلــدي وأرسلت العـــيون شـــؤونَها
كـــــل المــــواقف في الغرام عظيمة
والــــروح تقـــرأ سرَّهـــــــا ومُبينَها
المــــوتُ في الحبِّ النبيــــــلِ شهادةٌ
فالرُّوحُ تنــزعُ في سمـــائهِ طينَــــها
قــــدرٌ هـــــواك وغربتي قــــدرٌ أمــا
قــــدرٌ يراعي في الحظــوظ شطونها
لــــــم تُنصِــــف الأيام قلبينــــــــا ولا
سَمـــــعَ الأنامُ على العــــذاب أنينَهــا
قلبـي وقلبـــك في الهـــوى قلب ولــو
إثنـــان يا فـــرح الحيــــــــاة وزينــها
مـهمـــا تكن هـــذي الحيـــــاة مريرة
كونــي حيـــــــــاتي كلهـــــا لأكــونها
كــــم جنة في الأرض ترقص حـــولنا
وعيــــوننا مـــا لاحـظت مضمــــونها
فلتنهـل الأرواح مــــــاء حيـــــــــاتها
حتى تغـــادر في الوجـــود سجـــونها

#

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!