مما جاء في باب المسِّ وابن الملوح/ شعر : عدنان العمري

ما بين بيني وبينك
محالٌ واشمٌ إسمي على كتف الليل
وإسمك على طلعة النهارِ ….
آيان نلتقي والوقتُ
إذا الليل انزوى في وجْرهِ
وزنّر جفنيهِ النعاسُ
يراكِ…
وإذا الشمس حُبستْ
في خِدرها وانطفأ النهار
وحدي يراني ….
أيُّها الإله الجميل
مَنْ أَجّلَ تأشيرةَ المراكبِ
لا يفقه وحشةَ الليل
الـ تفوت بالنساء الـلـاتي
على المواني ….
يا إله المواسم الطيبات
أَعدْ لي ليل القرى
وموَّجْ كل البيادر سنابلًا …
أيها الإله الطيب
إلهُ البهجة والمواقيت
افعل بالوقت ما تشاء
وأجعله يدور هـ(ااا) كذا
ليلةَ عيدْ ..عيدًا ..ليلةَ عيدْ …..
فقلبي بالوقت المشلوع من العمر
بالوقت المنذور للمواعيد
كصبيان الحي بين البيادر
يشعلون الليل غناءً
في ليلةِ عيدْ …..
أيها الإله الفاتن
ألهُ اللون والأصابيحْ
أقسمُ أني أمحو
في كل صباح من قلبي
جنون الليل
وإذا جُنَ الليل ثانيةً
أُجنُ لما أمحو …
وأقسم أني أنسى
في كل وجه يطالعني سمرةَ وجهي
وإذ ما صدفتني نافذة تعكسني
يطالعني محتدًا وجهي
وينهرني أيا تعسُ لِما تنسى ….
باسلٌ في ضدي
وقلبي للنسيان
آخِذٌ شكل الزوبعةْ
لئلا تنجو ورقة امرأة تنام في كتاب يومي …وتنجو …
امرأة تجلس وحيدةً
يداها في هدوء الضفيرة
وذهنا بعاصفة تلوح …
يمر الغناءُ
يداها في العاصفة
وهدوء الضفيرة صار زوبعةْ…
يمر الهدوء
يداها في النقر تروح
والضفيرة هدهدَّها التعب …
أمرُّ
يداها مغمضة عليّ
والتعب ” جنينةً ” من الوحوحة صار …
وأنا كمن يذهب في علم السلالات
يلهث خلف المعرفة
أذهب في صوتها آناء الـ ……
أبحث عن أصل آهةٍ مدانة بالغناءْ…
……..
يا تحفةَ الله
لولاي فاني
لـ عتَّقْت وجهك
في كل آواني الأيامِ ..
حتى إذا فاق الصباح أو غفى
تشربك عيوني …
فأنا مثلما للعالمين سمواتٌ
فيها شمس وغيمةْ
ومثلما للعالمين فياتٌ
و أرضٌ ترتوي
وزرعٌ وحصادٌ وقوتْ
لي وجهك ….
ومثلما للعالمين
بالأرضِ ترحالهم وحلّهم
ماؤهم وظلهم
سكنى وبيوتْ ….
لي وجهك …
لا بابًا لبيتي
فتعالي من صباح الخير
إلى الليل والنصف …..
قلت لا باب لبيتي
سوى قلبي
بحثت في جيب الكون
عن مصراعٍ ينفع بابًا
لكل الازقة والأحياء
وعبثًا فعلت ….
هو قلبي مصراعًا
لسنابك خيل تفرك وجه الأرض
في ليل الغجر
وتثور على محكمة التفتيش. ..
لـ جداول ناشزةٍ
تخرج عن عرف الماء
وتصبَّ من التحتِ الى الفوقِ …
أعني حمحمة الخيل يديك
والخبب ..الخبب
على صدري …
وكثيراً أقصدْ
الجداول الـ تمسح عن قلبي تعبي
هل خبرتِ البيوت العتيقة
وكيف تمسح حزن مصاطبها
شجرةُ الدارِ
تلك البيوت قلبي ..
وتلك الأشجار كذلك جداول يديك ….
قلتُـ لا بابًا لبيتي
فتعالي
أنتابك بالليل كالمرتزقةِ
أبحث عن مأواي في خارطة الخدِّ ..
لـ تنتابني فيكِ هجعةُ المطمئنِ…..
لك أن تأخذيني
كصفعة في وجه الملل
أسرد على نعاسك
جديلة الأميرةْ
كيف لشمس تبريز ترخيها
وقلبي الذي
شمسُ تبريز تسحله القبائلُ
الذي خيّمٌ وغادرت مرابعها …
أسرد قلبي
كحكاية أيلول يباهي الفصول
بكل عاشقة دقت فيه سرادقها. ..
خذيني فأنا تخطَّفني التيه
وصرت أرمي القلب قصائدًا للعاشقين
وأمضي أبحث عن دليل
أنّي – أنّي
أو دليلًا لو قليلًا يشبِّهني
بما كان مني …
خذيني
سرى زعلٌ منّي إليَّ
في وحدتي
يا سبعونَ زعلٍ يماحكني
أنا في نوبة الزعل
أتلو باسم ربّي ما أشاء …
خذيني
عصايَّ تسوس قطعان الكشف
وتهش سهادَ جفنٍ يأرقْ ..
وصاحبي في الغار وجهك
يسائلني
أهذا هذيٌّ
أم شبهةَ نفخٍ لـ امرأة تخلقْ ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!