نعم رحلتَ/ بقلم:علي سيَّــــار( اليمن )

نعم رحلتَ ولكن لم يزل أثَرَكْ
يعيد للروح معناها الذي خسرَك

نعم رحلتَ
وماهذا الرحيل سوى
لتدخل الخُلد لا مُستَأخراً قَدَرَك

أنعي النّعاة
وبي من فرطِ خيبتِهمْ
ما سوفَ يجرحُ
في وجداننا شجَرَك

سيذبلُ الزّهر
فينا كيف تتركهُ
ملء النّفوس
يناجي ـ ظامئاً ـ مَطَرَكْ

لقد بذرتَ
بذور الشِّعر في دَمِنا
وما انتظرتَ
لكي تجني بها ثَمَرَكْ

أكاد أنكرُ من حولي فيجرحني
أني أصدّقُ جُرحي كلما شَعَرَكْ

كل القلـوب
عليك اليوم باكيةٌ
فكيف لا يتحاشى ظنُّها خَبَركْ

هذا الرحيل ثقيلٌ
ليس يحملهُ
عنا الزّمـان وقد حَمَّلتَهُ سيَرَكْ

ستخجل الأرض
إن ألفَتكَ منطوياً .. بهـا،
ويخجلُ مَنْ في جوفها قَبَرَك

ياللعيون تُدلي
ملـح أدمعهــا
مـن فـرطِ مـا تتملّى
فـي الأسـى صُــورَك

ياللنفوس
وقد ذابتْ لحرقتِها
فينا وفي كل سطرٍ ذاهلٍ ذَكَرَك

يالانطفاء
الرّثائيات في دمنا
وقـد رمى المـوت
في أحداقنا قَمَرَك

وقد تغشَّـاك
عنّـا يا معلّمنـا
قبرٌ تغمّدَ منك النّورَ واحتَكرَكْ

ولستُ أرثيك
لكنّي على شجنٍ
أتلو عليكَ
ـ وقد غادرتَنا ـ سوَرَك

ماذا سأرثيك
ما في البال مُرثيةٌ
بوسعها أن تعزّي روح مُنكَسِرَك

يامن رحلتَ
كضوء الشّمس
في عتبٍ،
على الحياةِ،
متى تأتي لتعتذرَك

وهل عليها وقد غادرتها وهجاً
أن ترتجيك من الرؤيا وتنتظرَك

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!