يوماً / بقلم: مادونا عسكر/ لبنان

يوماً…
سيتخلّى عنّا الضّباب
وتذوب المرايا في خافق الوجه الّذي لا نعرف الحبّ لولاه.
تسألني عن عنواني ولا أجيب
تدلّك الرّيح المنهزمة على ما يشبه آثار فتاةٍ
تربّي عاشقاً في سطوة الحلم وتنتظر.
تقولُ إنّ الشّوقَ ينامُ في مهدِ آخر أمنيةٍ
أقولُ:”تعال وانظر”
ثمّة غيمة تعانق نجمةً ليلتحمَ اللّيل بالنّهار
ويُفرغَ أسراره في جعبة طيرٍ زاهدٍ.
المسافات عنيدة
والوقت طاغٍ مستبدّ
لكنّ ضحكات الأطفال أقوى من لعنة الدّقائق المتجمّدة
لكنّ بسمة امرأةٍ تزدحم في خاطرها القصائد
أقوى من عثرات الصّمت المتخفّي
لكنّ حكمة رجلٍ يوقظُ الفجرَ متى يشاء
يثقُ بهذيان صلاتي وصمتِ رؤيتي
أرحبُ من سماء تصادقُ العصافير وتؤلّف لها مزامير السّلام.
“تعال وانظر”…
وحدي أعرفُ سماحةَ الأجراس
حين تعلن ولادة  العشقِ

وحدكَ عليم برسمِ الوجه الّذي لا نعرف الحبَّ لولاه

وحدنا…

يوماً…

سنتراءى للجبالِ المنهكة

نكفكفُ دمعها

فتصغي إلى الصّوتِ المبارَكِ

ليهدأ صخب الأنهار ويرتوي العالم .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

2 تعليقات

  1. محمد عبد الكريم يوسف

    مادونا عسكر ……الرقيقة دوما…….شكرا للتجدد الدائم

اترك رداً على محمد صوالحة إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!