الاحتفال/ بقلم الشاعر والأديب الأردني صيام المواجدة

يفتحُ عينيه في السَّابعة صباحا على صوتها وهي تنادي أطفالها الأربعة بأسمائهم لإيقاظهم من أجل تجهيزهم قبل أن تصل الحافلة التي ستقلُّهم إلى المدرسة، تنتقل مسرعة إلى المطبخ لمتابعة الشَّاي الذي تعدُّه لزوجها وهي تهيب بالصِّغار أن يسرعوا لئلَّا يتأخروا، تقلِّل من الَّلهب ثمَّ تتَّجهُ إلى الثلَّاجة لتخرج ما تجهِّز به الوجبات التي سيأخذها الصِّغار معهم، تطفئ تحت الشَّاي وتتابع تجهيز الوجبات.
ينهض ليجلس على السَّرير مُتمطِّياً مُتثائبا كأنَّه يعصر ما تبقَّى في جسده من نعاس، أحد الصغار ينادي: (ماما) أين قميصي الأزرق، تأتي مسرعة لتناوله إيَّاه من الخزانة، في هذه الأثناء ينادي آخر: لا أجد حذائي، تذهب لمساعدته في البحث عنه حتَّى وجدته، الصغير الذي في رياض الأطفال ما زال ينتظرها كي تُلبسه، تتَّجه نحوه وتساعده في إتمام لباسه، يناديها الزوج بعد خروجه من الحمَّام:
– هل (كويتِ) قميصي الأبيض؟
– نعم جاهز ومعلَّق في الخزانة.
يفرغ من تنظيف أسنانه بالفرشاة، يتَّجه إلى المنضدة ، يجلس على الكرسي،
– أين الشَّاي؟
– دقيقة، تذهب إلى المطبخ، تملأ كوب الشَّاي وتضعه أمامه على المنضدة.
يحتسي شايَهُ، ينهض ليتمَّ لباسه يطلب منها أن تجهِّز حذاءه الأسود، تجيبه أنَّه جاهز ومُلمَّع.
صوت منبه حافلة المدرسة في الخارج، تناول الصِّغار حقائبهم وترافقهم إلى الحافلة، وتعود لترتدي لباس العمل بسرعة، يوصلها زوجها في طريقه إلى مكان عملها.
وصل إلى مكتبه، طلب من مساعده أن يبلغ المعنيِّين بالاجتماع من أجل مناقشة برنامج الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!