عُيِٓنَ كمدرس في مدرسة محاصرة بالجبال . لا يوجد أثر لأي حضارة على مَدِٓ البصر . وجد نفسه بدون إقامة و كان عليه أن يختار مأواه بين حجرة الدرس و مسجد المدشر . ليتجنب الوحدة وعتمة الليل اختار أن يؤنس الإمام على مضض . نادرا ما يحضر أهل البلدة للصلاة لانشغالهم في الحقول والمدرس نفسه لم يُصَلِٓ منذ سنين . أثناء الصلاة لا يتواجد إِلآَ هما الإثنين ليصليا . المدرس يقيم الصلاة و الإمام يُؤًَمِٓهُ . و يخاف أن يحل محله إذا غاب هذا الأخير . و غالبا ما يتساءل إن أتى للتدريس أو للوعض .
في الليل ، يبسط كيسا للنوم قد جلبه معه فوق حصير من القش في غرفته المضيئة بشمعة ، و ينسل داخله لينام . و قبل غوصه في النوم يحس نفسه كمن حُشِرٓ في قبر و كيسه هو الكفن .