الحي الميت / بقلم : محمد بنعمر / المغرب

عُيِٓنَ كمدرس في مدرسة محاصرة بالجبال . لا يوجد أثر لأي حضارة على مَدِٓ  البصر  . وجد نفسه بدون إقامة و  كان  عليه أن يختار مأواه بين حجرة الدرس  و  مسجد المدشر .  ليتجنب الوحدة وعتمة الليل اختار أن يؤنس الإمام  على مضض . نادرا ما يحضر أهل البلدة للصلاة  لانشغالهم في الحقول والمدرس نفسه  لم يُصَلِٓ  منذ سنين . أثناء الصلاة لا يتواجد إِلآَ  هما الإثنين  ليصليا . المدرس  يقيم الصلاة  و الإمام يُؤًَمِٓهُ . و يخاف أن يحل محله إذا غاب هذا الأخير .  و غالبا ما يتساءل إن أتى للتدريس أو للوعض .
في الليل ، يبسط كيسا للنوم قد جلبه معه فوق حصير من القش في غرفته المضيئة بشمعة ،  و ينسل داخله   لينام  . و قبل غوصه في النوم  يحس نفسه كمن حُشِرٓ   في  قبر  و  كيسه  هو  الكفن .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!