الطاهرة / بقلم : سيد عبد العال سيد

تهيم شوقاً في الفضاء الرباني عندما تسمع المدد في مكبرات الصوت.. فتخرج من المحراب إلى الحضرة، ممسكة في يدها صحن البخور المشتعل التي تخطو به بين صفوف العاشقين.. بينما الشيخ ياسين ينشد قصائده في مدح النبي.. الحاضرون في حالة الولع بمولد سيدي الفولي.. مدد يا أبا سلمان مدد.. راحتْ تتوسطهم وهى تتمايل يمينا ويساراً دون أن تدرك من حولها ثم تخلع الطرحة من فوق رأسها ضاربه بكفيها على الدف.. تهتز سلسلة المفاتيح المعلقة في جيدها مطلقة صوت التوحيد.. فتثير انتباه الناظرين إليها وهم يكبرون.. فجأة تمزق عباءتها قطعة.. قطعة ثم ترتمي على الحصيرة وهى تتمرغ بينهم.. ناداها من بعيد مهلاً يا صاحبة السر.. هتفوا بحناجرهم القوية بركاتك يا ست.. في عجالة قام أحدهم بلف جسدها بالبيرق وهم يتزاحمون على تقبيل يديها راجين أن تحل لهم العقد وتقرب البعيد.. همستْ إليها إحدى النسوة بأن الملك الأحمر قد أنصرف.. ابتسمتْ ثم ركبتْ على ظهر البعير تطوف حول الذكر تعالت الزغاريد من الأفواه مهنئين بعضهم بالمعجزة فأبرك البعير على جانب الطريق.. قال العم: هنا نبنى المقام .. ردوا جميعاً الله عليك …

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!