تضاد/بقلم : عمر مكرم

انطلقت صفارة الانذار من بيت وسط الحي الذي نسكنه فاحس الجيران بالخطر وهرعوا للمساعده
كسروا باب البيت المغلق من الداخل واقتحموه
صوت صفارة الانذار يأتي من هنا ..قالها أحد الرجال وأشار نحو المطبخ الذي كان بابه مغلقا ايضا اقترب آخر من الباب وفتحه بهدؤ ..
وقف الرجال الثلاثة الذين دخلوا المطبخ كالاصنام أمام المشهد بالداخل .
كان الجار سعيد صاحب البيت وزوجته المعلمه عفاف يجلسان على كرسيين ملتصقين من ظهرهما ونظرات كل منهما في اتجاه مغاير
تساءل أحد الرجال:- ماالامر ؟
التفت سعيد.. أراد أن يقول لكن الرجل الاخر بادره بالقول اغلق هذه الصفارة اولا..
مدت المعلمه عفاف يدها نحو جهاز الانذار الذي كان بجانبها واغلقته ثم
قالت غاضبه:- خذوا هذا الرجل من هنا والا أطلقت صفارته مرة اخرى
ضحك الرجال الثلاثه
سعيد والمعلمه عفاف زوجان يقطنان الحارة منذ أكثر من عشرين عام هو يعمل سائقا على تاكسي خاص به وهي معلمة اطفال في مدرسة ابتدائيه ..لم يخلفا أطفالا
ويبدوا أنهما انتقلا إلى هذا الحي من مكان بعيد
فلا أحد يزورهما منذ سكنا هذا البيت ولاهم يزوران أحد ..
صحيح أنهما كانا يختصمان في كثير من المرات وكان صوتهما يرتفع لكن الأمور كانت تهدأ بينهما وتعود حياتهما لطبيعتها ..
أعاد الرجل الأول سؤاله مرة أخرى:-ما الامر؟
اجاب سعيد:- انا باق على حياتنا معا وبشده واريد ان…
قاطعته المعلمه عفاف صارخه:- وانا لا اريد هذه الحياة معك وبشدة ايضا
لن ادعك تهدمين صرح هذا البيت
ركيزة واحدة تكفي لإبقاء هذا البيت واقفا ولاضرورة لك
وما الحل ؟ تساءل أحد الرجال الثلاثه
أجابت مسرعه:-يغادر
رد سعيد::- لن اغادر
مدت المعلمة عفاف يدها نحو جهاز الانذار لتشغيله
تحرك الرجل الأكبر سنا نحوها قائلا :- انتظري.. انا أحلها بينكما ولكن بعد ان تغادرا اولا هذا المكان هيا..
نظرت عفاف بامتعاض للرجل وقامت من مقعدها ثم تبعها سعيد بالخروج من المطبخ وخلفهما كان الرجال الثلاثه..
طلب الرجل الأكبر سنا من المعلمة عفاف أن تذهب الى غرفة نومها لبعض الوقت حتى يستدعيها ثانية وحين غابت طلب من سعيد أيضا أن يذهب إلى الغرفة الأخرى على أن يبقى فيها حتى ينادى عليه..
همس الرجل في اذني الرجلين قائلا:- والان هيا بنا
غادر الرجال الثلاثه البيت واغلقوا الباب خلفهم .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!