حكاية دمعتين/ ترجمة : نور محمّد يوسف قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين

مراجعة : سوسن عبّود

كان هناك قطرتان عائمتان أسفل نهر الحياة . قالت قطرة منهما للأخرى ” أنا دمعة فتاة أحبّت رجلا وفارقته ” فمن تكونين أنت ؟

فأجابت : “وأنا دمعة الفتاة التي كسبته ”

الحبّ .. يا له من شعور غريب . وهو التزام مطلق بالنسبة لإنسان غير كامل . كل شخص يحتاج أن يحب ولكن عندما تحبّ يكون ذلك أشبه بتكريس نفسك للألم . وتصبح متعلقاً بشخص وخاضعاً له , فتستمدّ منه القوة وفي نفس الوقت تجعل نفسك معرضاً للإساءة والأذى والألم . يمكن للحب أن يجعلك قادراً على تحمّل أي شكل من أشكال الألم وأي نوع من أنواع التضحية . وقد يجعلك تشعر أيضاً أنك أحمق أو تتصرف بغباء . أحياناً عندما تقع في الحب ينتهي بفقدان جزء كبير من ذاتك . وستكتشف بديهياً كم كنت معطاء وكريما عندما يجرحك الشخص الذي تحبّه ويرحل . ثم تدرك بأن جزءاً كبيراً من ذاتك يلازم ذلك الشخص . ترحل بعيداً عندما يرحل وتبقى متعباً ومريضاً وقد هجرتك مشاعرك الداخليّة المتقرّحة.

الدموع على وشك أن تتسرّب من عينيك , ليس مهماً كيف تحبس دموعك في مقلتيك . معظم الدموع التي تذرف على هذه الأرض سببها الحب أو فقدانه . وعندما تجفّ الدموع , يلتصق بقلبك شعور هادئ من الخسارة والفقدان لفترة طويلة جداً .

وعلى كل حال هذا ما تلقاه مقابل الاهتمام الكبير بشخص ما , ولكن كيف يمكن أن تأسف عليه ؟ أن تمنح نفسك الحريّة والمودّة هو أجمل شيء يمكن أن تقوم به . الحبّ يجعلك حقيقياً ولكنّه يجعلك تبكي أيضاً. ولهذا السبب تكون الدمعة جميلة أيضاً !

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!