قصص للأطفال
عدت من المدرسة و كانت المعلمة قد زودتنا بنتائج إختبار مادة الحساب.
كان بالورقة ثلاث دوائر حمر وداخلها إشارة (X) بجانب الإجابات الخاطئة. وهذا يعني ان نتيجة الإمتحان سبعة من عشرة. شعرت بالحزن و الصدمة و أن هذه النتيجة لن ترضي والدتي.
عند وصولي إلى المنزل شاهدت أمي وقد همت بالخروج ، و قالت : سأذهب إلى السوق قد لا أعود إلا في المساء وسأشتري لك بعض الحلوى. لين هل ترغبين بشيء قبل أن أذهب؟
شكرت أمي و قلت أريد فقط سلامتك قبلتني وذهبت عبر الطريق الواصل إلى مركز القرية.
والدتي قوية. وجه جدي ممزوج مع حنان و طيبة ، بعض الأوقات تثور كالعاصفة ، ثم تهدأ و تصبح العاصفة نسمة حب.
عند الغروب عادت والدتي إلى المنزل. و هي تحمل الكثير من الأغراض ، استلقت متعبة على الأريكة.
حملت ورقة الامتحان و أنا خائفة مرتعبة من التوبيخ الذي سأناله منها ، وقفت منتصبة أمامها كأنني جندي يقدم التحية لقائده.
عندما لامست يدها الورقة و قبل أن تطلع عليها سألتني بصوت أجش كم النتيجة ؟.
بصوت خافت مرتجف أبلغتها النتيجة سبعة من عشرة .
قلت لنفسي: على أي حال ، يجب أن توبخني عاجلاً أم آجلاً .
بدت أمي هادئة للغاية ، و تصرفها غير واضح . اعطتني ورقة الاختبار بعد توقيعها، وجلست بجانبها بحاجب منخفض. ثم عبست ، و صرخت بعصبية و الغضب ظاهر على وجهها لا اريد هذه النتيجة مرة أخرى .
كنت أكرر أسف يا أمي أسف يامي أعدك لن تتكرر هذه النتيجة ، وذهبت مسرعة إلى غرفتي وانفجرت في البكاء.
بكيت كثيراً حتى احمرت عيناي .و في ذهول ، أرى أمي تمشي على رؤوس أصابعها تدخل غرفتي و تدثرني بغطاء . فجأة ،فوجئت برؤية أمي تبكي .
سقطت قطرة من دموعها الصافية النقية على شفتي ،
تذوقت طعم الدمعة فكان حلواً.
نعم إنه هو طعم حب الأم!