دموع أمي حلوة/ بقلم :أنور الخالد

قصص للأطفال

عدت من المدرسة  و كانت المعلمة قد زودتنا بنتائج إختبار مادة الحساب.

كان بالورقة ثلاث دوائر حمر وداخلها إشارة (X)  بجانب الإجابات الخاطئة. وهذا يعني ان نتيجة الإمتحان سبعة من عشرة. شعرت بالحزن و الصدمة  و أن هذه النتيجة لن ترضي والدتي.

عند وصولي إلى المنزل شاهدت أمي  وقد همت بالخروج ، و قالت : سأذهب إلى السوق قد لا أعود إلا في المساء وسأشتري لك بعض الحلوى. لين هل ترغبين بشيء قبل أن أذهب؟

شكرت أمي و قلت أريد فقط سلامتك قبلتني وذهبت عبر الطريق الواصل إلى مركز القرية.

والدتي قوية. وجه جدي ممزوج مع حنان و طيبة  ، بعض الأوقات تثور كالعاصفة ، ثم تهدأ و تصبح العاصفة نسمة حب.

عند الغروب  عادت والدتي إلى المنزل. و هي تحمل الكثير من الأغراض  ، استلقت متعبة  على الأريكة.

حملت ورقة  الامتحان و أنا خائفة مرتعبة من التوبيخ الذي سأناله منها ، وقفت  منتصبة أمامها كأنني جندي يقدم التحية لقائده.

عندما لامست يدها الورقة و قبل أن تطلع عليها سألتني بصوت أجش  كم النتيجة ؟.

بصوت خافت مرتجف أبلغتها  النتيجة سبعة من عشرة .

قلت لنفسي: على أي حال ، يجب أن توبخني  عاجلاً أم آجلاً .

بدت أمي هادئة للغاية ، و تصرفها غير واضح . اعطتني ورقة الاختبار  بعد توقيعها، وجلست بجانبها  بحاجب منخفض.  ثم عبست ، و صرخت بعصبية و الغضب ظاهر على  وجهها لا اريد هذه النتيجة مرة أخرى .

كنت أكرر أسف يا أمي أسف يامي أعدك لن تتكرر هذه النتيجة ، وذهبت مسرعة  إلى غرفتي وانفجرت في البكاء.

بكيت كثيراً حتى احمرت عيناي .و في ذهول ،  أرى أمي تمشي على رؤوس أصابعها تدخل غرفتي و تدثرني بغطاء . فجأة ،فوجئت برؤية أمي  تبكي .

سقطت قطرة من دموعها الصافية النقية  على شفتي ،

تذوقت طعم الدمعة فكان حلواً.

نعم إنه هو طعم حب الأم!

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!