رجل يهذي قبل أن ينام/ بقلم عبد الرقيب طاهر/ اليمن

كلما أقرر أن أعتزل الفيس بوك إعتزال نهائي وبلا رجعة، ،،أفشل في إتخاذ القرار وتنفيذه. … ليتني أستطيع أن أفعل!!!! كي أنجو من الحزن والألم اللذان يصيباني كل يوم بسببه. .. . لم أستسقي أي أخبار أو معلومات إلا عن طريق الفيس بوك. . ولم يعد يهمني أي موقع غيره. ولم أدمن أي شيء آخر مثله … حتى السجائر وعشبة القات اليمني لم تضاهي إدمانها إدمانه .. تبا” له … فعلا” تبا” له… فقد سرقني من نفسي ،،وغزاني من الداخل كامحتل خفي. .. ليتني أستطيع التخلص منه … الحزن والكآبة هما مجنوته طيلة السنوات الماضية على إعتكافي لهذا الموقع اللئيم …. ليتني لم أشاهد تلك اليد المبتورة لطفلة تعز البرئية. …. هل رأيتم نقش الحناء عليها؟ ؟ ياترى ماذا كانت تنوي فعله؟ ؟ تفرح في العيد أم تلعب مع الأطفال. .. آه ياوجعي . .!!! ليتني لم أمر على خبر ذلك الشاب الأبكم الذي قتل أخوه وأمه واخته ومن ثم انتحر في صنعاء…. كيف كان حزن من تبقى من تلك الأسرة. ..؟ يا للهول. ..!!!! ليتني لم أعلم بفاجعة الأم الفقيرة التي أطعمت السم طفتلتيها البرئتين في مدينة إب .. وماتت هي كذلك مسمومة من شدة الجوع. . ياللمصيبة !!! آسف ياسيدتي القتيلة ليتني شاركتك طعامك ذلك… ولم أبقي هنا بعد رحيلك أذوق مرارة الألم… فالموت ليس مرة واحدة.. احيانا” يكون مرات عديدة … كم تمنيت أن لا أرى صور أطفال المجاعة في الحديدة. . ولا صورة ذلك الطفل الصغير الذي يبيع البيض المسلوق بجوار المدرسة. . ولا صور الحرب والمنازل المدمرة في بلادي الحبيبة.. آه يا لحزني. .. كم تميتني هذه المناظر مئات المرات. . نعم كل تلك الأشياء التي جعلتني أتألم شاهدتها ولامستها هنا في هذا الموقع الذي أنشر هذا المقال المتواضع فيه. . ياإلهي…… لن أستطيع حصر الأخبار التي تقطر ألم وحزن !! من أين لي القدرة على حصرها ؟هي من جعلتني أموت حزنا”وكمدا” كل يوم !!! هل يحق لي الآن أن أعتزل هذا الموقع الكبير؟ ؟؟ وأقاطع الصحف ونشرات الأخبار كذلك؟ ؟ وأكتفي بمشاهدة افلام الكرتون وألعاب البلاستيشن .. ماذا أصنع لأولئك الناس. .؟؟ الذين يتألمون كل يوم و بي ألآمهم أشاركهم أنا ضعف الألم. . لا أملك لهم اناغير الحزن والألم؟ ؟ ياالهي !!!!! لست إلا إنسان بسيط لا أملك غير قلب حزين ودمعة مكلومة لا تسوى شيء … ماذا عساني أن أفعل ياترى؟ ؟ لا أملك رفع القدر ولا رد القضاء .. أنت وحدك ياإلهي من تفعل ذلك. . انا لا أملك غير الدعاء.. أدعوك كل يوم بأن تكون معهم لكنك لم تفعل ذلك. .. … هل آن الأوان أن أعاتبك ؟؟ لماذ لم تنزل ملاك من السماء؟ ؟ينتصر لهم. . أو تكلف حتى شيطان أخرس بالوقوف معهم. .. هل توقفت معجزات السماء ؟ فلم يعد هناك طوفان ولا إعصار ولا صرخة تقتل الضالمين. . هل نحن لانستحق ذلك ياترى ؟؟ مثل معجزات الأقوام الغابرة . سوف اقول تلك العبارة المشهورة أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه. . كان ذلك الرجل يعتصر ألما”مثلي حين قالها بوجه الطاغية المتجبر. . ليتني أستطيع دفع الألم والظلم عنهم. . فلماذا لم تفعل أنت ياترى ذلك يا إلهي ؟؟ لماذا تجعلني أحزن إذن ؟؟؟ أنا لست مخول برفع الظلم والفساد والاضطهاد عن البشر!!!! انا لست نبي. . ولست ملاك .. ولا أملك شيء يجعلني أمنع الظلم عن الضعفاء والمظلومين .. إذن. .. لماذا أموت حزنا” وكمدا” كل يوم؟ ؟ ……. ع.ط

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

2 تعليقات

  1. لاتغادر مواقع التواصل عبدالرقيب…
    إذا ذهب أمثالك فما جدوى وجودنا فيها ،
    فقدنا السيف ولانريد إفتقاد القلم هو سلاح المكلومين الضغفاء أمثالنا ، هو الخيط الذي نربط به أحزمتنا من الأنهيار، هو بلسم المجروحين المغلوبين على أمرهم ،
    أكتب ولاتبالي وستطرق حروفك قلوب من فقد ضميره يوما ما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!