كان متفوقا في دراسته لكنه من عائلة فقيرة يذهب مشيا على الأقدام طيلة عشر كيلومترات ،يستفيق من الساعة السادسة صباحا حاملا محفظته الثقيلة بالكتب و الكراريس يحملها على ظهره يمشي و يلتفت لعل يتبعه كلب أو ذئب لأن الغابة المحيطة ملآنة بالحيوانات الضارة و في طريقه العديد من الحفر وهو يلبس نعلا من البلاستيك في عز الشتاء و البرد يلفه و المطر يبلله وهو لا يبالي لأن عزيمته فولاذية يعلم أن الطريق شاق للوصول لهدفه و يعلم أن العلم هو الذي سينفذه و ينقذ عائلته من الفقر و يصل مدرسه متعبا و يرتاح بين الفينو و الأخرى ،دخل المدرسة بهمة و رأسه و قامته ممشوقة وقف أمام العلم الوطني في طابور المدرسة و حياه و أنشد النشيد الوطني بحماس فياض ،كان يأمن أن الوطن يبدأ من قريته و مدرسته و يؤمن بأرضه و يقف عليها شامخا، ينهي كل يوم مواعيد دروسه بانتظام و يتفوق في كل درس و يشكره معلميه حتى أنه يرى أن جميع المواد هو محب لها بنفس القيمة ،تراه في العربية مواضيع على الدرس و التمارين و يرفع إصبعه في كل مناداة و في كل سؤال و يجيب إجابة وافية حتى أن معلمته ذات مرة قالت له :أتأخذ دروسا خصوصية ،أجاب :لا،تعجبت و سكتت.
إنه ممتاز لحد الحسد ،كان صاحب شخصية قوية يحاول أن يكون محبا لجميع أقرانه حتى أن المدير دائما يناديه لتقديم برنامج إذاعي للمدرسة و تنشيط الأنشطة الثقافية داخلها.
إنه التلميذ المثالي الذي نصبو أن تكون جميع التلاميذ مثله.