قلبان / بقلم :مرام رحمون

أنا امرأة عادية جدا..جدا
كلّ مافي الأمر أنّ قلبي لايشبه قلوب النساء
فمُذ ولدتني أمّي وأنا احتفظ بحروف اسمك في تفاصيل يدي، وعندما حاولت القابلة أنّ تفتح كفي لتغسله ككل المواليد الجدد وتكبسه بالملح، وجدت حروفك منقوشة في راحتي كياقوتة حمراء ..!

العرّافة التي سمعت القصة، هرولت مسرعة لبيتنا، اخبرت أبي قائلة : الطفلة ذات الشعر الأحمر اخفت في كفها قلبا آخرا..
إيّاك .. إيّاك أن تحاول انتزاعه منها وإلاّ سيختّل نبض كلُ من شهد الولادة ..!

جدتي هي الأخرى حاولت أن تغير اسمي الذي اتفقت عليه العشيرة، لكن مشيئة الله غلبت مكرها …!

كلهم كانوا يعلمون أن حروف اسمك كانت كالقناديل معلقة في رحم أمي وتفاصيلك منقوشة في المشيمة، وحدي من كنت اجمعها كالنجوم واصفّها كالكواكب حولي..

لذا اسماني جدّي حورية البحر
وأبي كان يناديني بفينوس
وأمّي تلقبني بقمر
وعمتي خضّبت ضفيرتها بالحنّاء وقصّتها وحشتها في وسادتي الصغيرة لتجلب لي راحة القلب

نطقتُ وأنا ابنة سبعة أشهر
ومشيتُ وأنا ابنة تسعة
وحدك من قال لي حبيبتي أنتِ عندما أتممت أسبوعي الأول
وكنت أصغر عاشقة عرفتها البشرية ..!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!