لا وقت / بقلم : سامح ادور سعدالله

كان النسر يحلق عالياً مرحاً بالفضاء, فهو الأن ملك الجو إن صح التعبير . قد أصطاد  فريسة  طار بها إلى أعلى  شجرة و أستقر عليها و كان مستمتعا جداً بتلك الفريسة , يأكل منها تارة و يلعب بها تارة أخرى , يبدو أن بطنه قد أمتلأت و شعر بالتخمة , أخيراً جر فريسته  ليخفيها عن أعين وحوش الجو و الغابة  , دخل إلى  جحره لينام وهو مطمئن  لفريسته  , ذهب في نومِ عميق  حينئذ تجرأ  غراب أسود و أقترب من فريسة النسر

و شرع يأكل منها , حتى بدأ النسر يفيق من الرائحة الغريبة التي  دخلت عليه

, كانت تدل على  قدوم غريب  إلى عرينه  أستيقظ النسر  وتأخده علامات الريبة  و زام بقوة  و هجم على الغراب و سأله كيف تجرؤ  أيها الغراب الأسود ألاحمق حتى تقترب من فريستي و تأكل منها , ضحك الغراب و لَم يبالي  بكلام النسر و أستمر في الأكل  أغتاظ النسر جداً و أنقض على الغراب  حتي صار الغراب بين مخالب النسر , أعاد عليه السؤال  كيف تجرأت على  مائدتي  ألا تخافني  يا أيها الغبي الأحمق . ألا تخاف من أن أجعلك أنت نفسك فريستي أيضا بجوارها , ضحك الغراب  مرة أخري و أشتد غيظ النسر و سأله لماذا تضحك؟

صمت الغراب  وقفز النسر علي الغراب حتي أستقر تحت أرجله و ظل يلعب بالغراب و  كان الغراب قد سلم نفسه بأرادته لنسر و جعل من نفسه دمية له  فلم يجرؤ على فعل أى شيء  إلى أن تعب النسر  و نام بجوار المائدة و تحين الغراب الفرصة حتى أنقض على الفريسة , أكل منها حتي شبع و أخيراً بال على باقي  الفريسة و رحل , لَم يفق النسر إلى الآن

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!