محاولة نومٍ فاشلة / بقلم : حمزة شيوب

لم أذق طُعم النوم منذ يومين ، أمس أويت إلى فراشي بجسد أنهكه التعب ، حاولت النوم ، تقلبت من جنب إلى جنب ، استلقيت على ظهري ، استلقيت على بطني ، طلبت النوم ، اشتهيته ، رجوته ، ولا فائدة ، لا نوم الليلة ، كما لا نوم ليلة البارحة ، قلق ، سهر ، أفكار ، أوهام ، خيلات ، وفي هذه الخيلات صور ، والصور داعرة ، أتصور جسم حبيبتي جوديا ممددا في الفراش ، والصدر منفتح ، والذرعان عاريتان ، والنهدان مرحرحان ، والفخذ خارج الغطاء منكشفاً بارزاً ، مغرياً أشد الإغراء ، أفتح قميص جوديا ، أمزّقه ، أستخرج النهدين ، أمرّر كفّي على النهدين ، وكتفّاحة أحتوي النّهد في راحة يدي ، أضغطه بكلّ ما أتيح لي من قوة ، حتى تتألم جوديا ،حتى تتأوه ، وتعضّ على شفتيها ، وتفك يدي بقوة أو نعومة ، حاولت أن أبعد هذه الأفكار من رأسي ، النوم ما زال مستعصٍ ، رفض المجيئ ، ليخلّصني من إزدحام الأفكار ، لا أدري إن كان هذا حلماً ، أنا أحلم ولا أحلم ، أمارس الحلم في اليقظة ، جدتي قالت لي يوماً حين لا تستطيع النوم عُد من مئة إلى واحد ، حين تنتهي ستكون قد نمت ، بدأت في العد : مئة .. تسعة وتسعون .. ثمانية وتسعون… لم أنهي العد حتى عادت جوديا إلى رأسي لتفسد علي فكرتي في النوم ، طردتها مرة ثانية أبعدت كل ما يتعلق بها من ذاكرتي ، لأحاول النوم بجد وضمير مرتاح ، لكن الأحلام هاجمتني من جديد ، وبقوة وعنف ،وراودني إبليس ، فتففت عليه ، طردته ، فظل قابعاً في العتمة ، لا يريد أن يدعني ويخرج ، ولما فتحت عيني ، لم يكن هناك في فضاء الغرفة أي إبليس ، كان إبليس هذه المرة في رأسي ، تعبت ، تعبت ، الأحلام متعبة ، داعرة كانت أم عفيفة ، فماذا أفعل ، أقوم وأخرج في الليل ؟ فمن يقوم ويخرج في الليل ؟ سمعت يوماً من عجوز هرم أنه لا يخرج في الليل إلا واحد من إثنان ” العاشق أو اللص ” وأنا لا عاشقا ولا لصاً أنا داعر أمارس دعري في حلمي ،

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!