مسرح /بقلم خضر الماغوط

لصحيفة آفاق حرة

 

مسرح…

بقلم. القاص خضر الماغوط. سوريا

في اليوم العالمي للمسرح، قادني الفضول إلى مسرح المدينة، وقبل الدخول إلى صالة العرض، قرأت كثيراً من الشعارات الموزعة على الجدران الداخلية والخارجية، وقد تمنيت أن أجد بينها شعارا يقول: لا وجود لمسرح يفتقد حرية التعبير.

عندما ضحك الجميع على الدور الكوميدي الذي يتقمصه ذلك الممثل المهرج، لم أضحك أنا، بل أخفيت وجهي براحة كفي، خجلاً من الواقع الصعب، الذي نعيشه، وقد رأيت في كل ما أضحكهم هو شيء يعبر عن حالتنا جميعاً.

تمنيت الصعود إلى خشبة المسرح، لأقول لهم:
أيها الضاحكون لا حاجة للممثل المهرج، فقط تفرجوا على واقعكم، وستضحكون كثيراً.

بعد انتهاء العرض المسرحي، أدار البعض سياراتهم بمفاتيح التحكم عن بعد، أما أنا فقد وقفت على الرصيف لأصلح من شأن رباط حذائي، الذي سينقلني مسافة طويلة، إلى حيث سكني في أطراف المدينة.

على الرصيف صادفتني صديقة قديمة، قد تكون جارتي في تلك الأطراف السكنية، وأشارت إلى سيارة متوقفة قربي قائلة:
_ هل هذه سيارتك؟
هنا فقط ضحكت على ذلك الممثل المهرج، وقلت لها وأنا أشير إلى حذائي:
__ بل هذه سيارتي يا صديقتي مشيا على الأقدام، فهل تحبين أن أوصلك في طريقي، وباعتبارك تنتعلين كعبا عالياً، لا مانع من تأبط ذراعي، حتى لا يخالفك شرطي المرور بتهمة عدم استخدام (حذاء) الأمان، وعدم التوازن في السير على الطريق.

كانت لطيفة صديقتي، فقد تأبطتني وهي تقول:
_ هل يسمح بالتدخين والتحدث مع السائق؟
…..

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!