مَثْنَى / بقلم : محمد بنعمر / المغرب

 

الدجاجة تبيض ، وتحضن بيضها تحت جناحيها لتفقس بالحرارة التي تنتجها . و إلا ستذبح وتطهى  . كذالك النساء ، إذا أردن أن يلدن يجب ان ينتجن حرارة بين أفخاذهن ليذوب مبيضهن ويخصب أرحامهن ، وإلا سيضحون بهن .هكذا تشيع  الالسن النمامة .
بعد سنتين من زواجها ، بدأت المتطفلات تراقبن بطن الزوجة ويشغلن بالهن في مكان  حماتها . بدأت تفكرن في العقر . حتى أن بعض المقربات منها  يحثونها على عرض الكنة على طبيب أو على عرافة لكسر تعويذة الحاسدات وذوي النيات الخبيثة ، أو زيارة  وَلِيّ  و سيل الدم ليحررها من هذا العقم .  كانت  لا تؤمن بهراء النساء ، وتؤمن بالحصة التي حجزها لها القدر  . تجرأت ذات يوم ، لعرض القضية على زوجها . هذا الأخير أَنَّبَها   و نصحها لترك الأولاد لحالهم .             ذَكٌَرَها بالزوجين اللذين تزوجا منذ عقد من الزمن ولَم ينجبا .يئس الزوج و أسرته فتزوج بثانية ، تصغره سنا و تفتن  بجمالها، خصرها يتباين مع مقاس بطنها و مشيتها تشبه رقصة . ولَم يمض عدة شهور ، وبدل أن تحبل الزوجة الفاتنة ، حبلت الزوجة الاولى و أنجبت الأول وقبل فطامه ولدت بالثاني و أرضعتهم كل واحد بثدي ، وهكذا بقيت تلد حتى جف ثديها ولَم يعد الحصير  يكفيهم للنوم . اما الزوجة الثانية فثبت انها عاقر و تمضي وقتها في كحل العيون وعلك السواك  . إٍتَّخَذ ألاولى للنسل وضمان إستمرارية نسبه و  الثانية كعشيقة  للغرام   ، وقبل أن ينتهى الأب من كلامه حتى بدأ قهقهة صعب عليه ان يسيطر عليها كادت أن تخنقه .
    فكرة الحفيد شغلت الأم منذ مدة ، و وعدت بنحر جذي ببشرة سوداء لأحد الأولياء  ،ولكن قلقها صار اطمئنان عندما  أخبرتها  الكنة انها تعطلت على الأغتسال الدوري أسبوع ، عانقتها الام وقبلتها ، وتساءلت إن أتى إبنها بإكسير سحري  أو غير طريقة ضجعه .وسارعت الى غرفتها  لتخبر زوجها انه سيُصبِح جَدّاً  عما قريب .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!