نجيب و القاهرة / بقلم:عبدالقادر رالة ( الجزائر )

 

    كان صديقي أيمن إنسانا متفائلاَ، ومُحبا للأدب، قرأ مئات الروايات والقصص القصيرة. كلما أزوره في بيته إلا وألمح كتاباَ بين يديه !

    نشر العديد من القصص القصيرة والخواطر في الصحف الوطنية، غير أن طموحه الذّي يسيطر عليه، و الذّي عبر لي عنه أكثر من مرّة، أن يصير كاتبا كبيراَ مثل العبقري نجيب محفوظ !

  نجيب محفوظ !… من يستطيع أن يكون مثله !.. لكني كنتُ أشجعه، كما تقتضي واجبات الصداقة..

  وفي احد الأمسيات التقينا السيد عبد الحميد، وهو إنسان مثقف ويُطالع الكتب كثيرا  ، وبالأخص  كتب التاريخ والفلسفة!

   ونكاد نكون نحث الثلاثة من رواد المكتبة البلدية الدائمين…

  وأخطأ صديقي أيمن لما عبر عن حلمه أمام عبد الحميد لأن الرد جاء قاسيا وإن كان معقولا …

  اندهش عبد الحميد وقال :  ــ نجيب محفوظ ! نجيب محفوظ !

  قال أيمن واثقاَ : ـــ نعم … ليس شرطا  أن أذهب إلى الخارج لكي أبدع وأتطور… فلأكن مثل محفوظ ألذّي لم يغادر القاهرة أبدا… وحقق ما حقق ولم يكن لزاما عليه أن يعيش في باريس أو بيروت و دبي ..

    ــ  نعم … أضفتُ موافقا …

  ــ نجيب لم يعش لا في بيروت ولا دمشق!

   ابتسم عبد الحميد، ثم قال ساخرا: ـــ هل أنتما غبيان أو مجنونان حتى تُقارنا القاهرة العملاقة بمدينتنا الصغيرة القابعة وراء التلال ؟.. هل هذا معقول ؟ ويتفوه به إنسان عاقل !  وحتى أديبنا الكبير الطاهر وطار لم يغادر الوطن وكان  أديبا كبيرا .. إنها العاصمة … الجزائر العاصمة… وليست … 

   نظرت إلى صديقي أيمن … صمت ولم يقل شيئا ..

   هل إرادته قوية ؟  أم أن كلام عبد الحميد صحيح؟  عليه أن يكون  أيمن ! ليس شرطاَ وواجباَ أن يكون نجيب محفوظ أو الطاهر وطار…

 توجهنا إلى الرف لكي نبحث عن كتاب تاريخي، فقد كانت لنا رغبة في القراءة والنقاش حول الحضارة العربية الإسلامية…

 

  

    

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!