لصحيفة آفاق حرة:
______________
يا لطيف ليش الضحك؟.
بقلم – خضر الماغوط
منذ قليل سمعت ضحكة قوية قهقهة من جاري الذي يجلس بجواري على الرصيف، حيث يكون هذا الرصيف هو المقهى المفضل لجلوسنا بعد أن لم يعد بإمكاننا ارتياد المقاهي بسبب أسعارها المرتفعة جدا جدا.
رحت أتفحصه وأتفقده إن كان يشكو من لوثة عقلية لأنه يضحك بلا سبب، ولأن كل مواطن يضحك في هذه الظروف يكون قد تجاوز مرحلة الجنون.
قال لي: لا يا جاري أنا لم أضحك بلا سبب، خذ هذا الموبايل واقرأ هذه الرسالة التي أرسلتها لي شركة الإتصالات.
أخذت الهاتف منه وقرأت (عايد كل العيلة والرفقات وخلي عطلتك مختلفة مع عرض العطلة السعيدة).
وما إن قرأت عبارة (العطلة السعيدة) حتى انفجرت ضاحكا مقهقها، وتابع جاري ضحكته، وإذ بكل من في الشارع صار يقرأ على شاشة موبايله ويضحك، وصرنا نسمع الضحك في كل المدينة.
وتناهى إلى أسماعنا من يصيح:
أشباه مواد غذائية
أشباه عطلة رسمية
أشباه مواطنين
أشباه مسؤولين
أشباه حكومة
وراح الجميع يصيحون:
أمة عربية واحدة … ذات رسالة خالدة
— رسالة شو يا أخونا؟.
— رسالة الموبايل يا صديقي.
***
أرجو من الأصدقاء والصديقات عدم إدخال الصور في التعليقات لو سمحتم وشكرا لاهتمام الجميع بالقراءة والتعليق.
…..
دمشق / سوريا