أحلام إلكترونية.. بقلم: مرام رحمون

لصحيفة آفاق حرة:

_______________

 

أحلام الكترونية

 

بقلم مرام رحمون

 

مضى عليّ الآن أربع وعشرون ساعة بلا نوم
ما أصعب أن تبقى العين مفتوحة ليوم كامل!.
ترى الكثير من الأشياء أو تعتقد ربما أنّك ترى بصورة طبيعية .
غبش خفيف على الروح وكأنك أسدلت على العقل ستارا شفافا يبدأ في النمو والتكدس ببطء!
أتعلم ؟
الشوق لك يشبه جدا قلة النوم، وكأنك حجاب الخاصرة والنور المتسلل من أهدابك بداية السهاد، وأول درجات الحلم.!
بهدوء بدأت بالصعود، وجدتُني أكتب لك رسالة . الغريب أنني لم أكن بكامل وعيي لكنّي أمارس طقوس الكتابة !.
والأغرب، كنتُ على ثقة كاملة بأنك سوف تستلمها فور انتهائي منها، وستنتظر ساعي البريد على دراجته الهوائية بلباسه الرسمي الموغل في القِدَم بهذا الزمن الالكتروني !
بدوتَ لطيفا جدا مع المغلف لم تمزقه
بل فتحتَه بهدوء تام، الورق يرتشح عطرا ويبلل رؤوس أصابعك، فتفركه بيديك وتشمه فيدخل رئتيك ويبدأ بالتشكل على هيئة حروف اسمي ويتغلغل فيك ببطء، فأراني بداخلك كجنية قصص الأطفال !
أحمل صولجانا ذهبيا أُحركه بخفة، فتتناثر منه نجوم ماسية، تسير بحركة لولبية، وتحيطك بهالة من نور .
في وسط الحلم وجدتني أروّس الرسالة بسطر غريب (لا زلت أحبك وأشعر بذات الرعشة الأولى التي باغتتني عند تصادم نظراتنا كسيارتين مسرعتين في شارع عريض)
فخلّف الحادث قبيلة من الفراشات الفضيات !
وخرجت أنت ضاحكا لا غاضبا، حاملا بيدك حزمة ورد أحمر !
وعندما رأيتني مرعوبة أرتجف، خلعتَ معطفك المصنوع من حقل أقحوان ولففتني فيه لأتوقف عن الدوران حول ذاتي كمجموعة كواكب !

أتعلم ؟
صباحا سأقرر أن أنسى هذا الحلم نسيانا تاما مع كامل الاصرار والترصد.

_لماذا ؟
_أتسألني لماذا ؟

هذا الحلم الذي أفقدني اتزاني وأنساني أني غاضبة منك وعاتبة ومصرّة وعاقدة العزم على نسيانك.
هذا المنام لم يكن إلاّ شرارة برق تشبه الضوء الذي لمع من عينيك وأنت تقرأ رسالتي
فتقهقه قائلا بصوت عال :
مجنونة

يا لك من مجنون

….

إربد. الأردن

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!