off/بقـلم : شوقي صالح دوشن.

لصحيفة آفاق حرة
**************

ــ هذه نيويورك،كما تعلم يا صديقي،مليئة بالمتناقضات،عليك اعتياد العيش فيها وكن على حذر.
ــ أنت محق في هذا ( إلبرت)،لكن مابال ( سميث) ؟،ألم يحن موعد عودته؟!
ــ لاتقلق جون، سيعود في أية لحظة،المهم أن تسير الأمور بحسب ماهو مخطط لها،وكما أخبرتك، علينا أن نكون حذرين،وبالذات أنت جون،عليك أن تكون أشد حرصاً.
ــ حسناً ألبرت،أنا فقط افتقد العائلة.
أخذ ألبرت يربِّت على كتف جون مواسياً،ثم نظرا سوية من نافذة الفندق الشاهق الإرتفاع إلى المدبنةالصاخبة بقلق..
فجأة يرن جرس الموبايل ،
أخذ ألبرت الموبايل على عجل وبلهفة لا تخفى وبإرتعاش جاءت نبرة صوته:
ــ سميث ،أين أنت؟
بأنفاس متقطعة يرد سميث:
-عل..عليكمــ… عليكما الرحيل فوراً،لا تضيعا الوقت..
سأقابلكما هناك في الغابة وفي المكان المعتاد.
إنقطع الإتصال،فبدت على وجه ألبرت علامات عدم الإرتياح،صب على إثرها جام غضبه على الموبايل رامياً به بقوة قوق السرير.
هدأ قليلا وصوَّب نظره باتجاه النافذة الزجاجية العملاقة لغرفة الفندق ،ثم مخاطباً جون:
– إسمع،هنالك خطب ما وينتابني إحساس بعدم الراحة،كما إني أشم رائحة الخيانة…… الوغد… .الخائن.
ضغط ألبرت على أسنانه وكوم قبضة يده في غصب شديد.

في مكان ما من الغابة، وقد شارف ضؤ الفجر على الإنبلاج،إستطاع الصديقان الهرب إلى الغابة حيث التقيا بــ سميث وكان اللقاء عنيفاً;
– أوه ألبرت، أتوسل إليك أن تتركه وشأنه،مالذي أصابك؟
– لا ، لن أتركه جون،بل سأقضي عليه.
– كفى ،قلت كفى ،إنك ستقتله،يكفيه ما تلقاه من لكمات وضرب مبرح.
– أسكت جون،إنه خائن ، ولن أسمح بأن تمر هذه الخيانة بسهولة،لولا فعلته النكراء لكنا الآن على خير ما يرام وما أصبحنا الآن مطاردين.هذا الخائن يستحق الموت.
أخذ ألبرت يهوي بلكمات متلاحقة على وجه سميث حتى أدماه، أما سميث فظل يتلقى اللكمات دون أدنى مقاومة حتى تهاوى وسقط.
حينها صاح جون:
ألبرت مالذي دهاك،هذا صديقنا،ستقتلة إن استمريت على هذه الوتيرة. لكن مهلاً ألبرت ،هلاٌَ أخبرتني عما فعل سميث ،أنا لا أفهم شيئاً؟؟!!
– حسناً جون ،ستتفاجأ بما فعله هذا الوغد، لــقــد…… ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فجأة إنقطع التيار الكهربائي كالعاده( off) وانطفأ التلفاز. وحُرِمت مشاهدة بقية قصة الفيلم الهوليودي،ولأني لا أملك طاقة شمسية ولا حتى ماطوراً ،سوف تظل بقية تفاصيل القصة لغزاً.
قررت الخروج من المنزل الذي غرق في الظلام ،إلى الشارع حاملاً تأففي وتذمري وكان هو الآخر يغرق في ظلام دامس .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!