الشاعرة ليلاس زرزور الشاعر العراقي تحسين الكعبي

الشاعر العراقي تحسين الكعبي
من مواليد بغداد ١٩٧٥
التحصيل الدراسي/ معهد المعلمين المركزي .
معاون مدرسة في تربية بغداد
شارك بالعديد من المهرجانات
١.مهرجان الفلوجة
٢.مهرجان بغداد تجمعنا ٣.مهرجان سلاما ياعراق الدولي
٤.مهرجان الشهداء السنوي
٥. مهرجان الاسكندرية الدولي الرابع في مصر
٦.مهرجان الديوانية القُطري
٧. مهرجان يوم الشهيد
٨.مهرجان الطفوف تدر الحروف
لديه العديد من المنجزات الأدبية
١.ديوان الوريث
٢.ديوان عربي مشترك في مصر
٣.ديوان مشترك بعنوان الحدباء
٤. ديوان مُشترك بعنوان الشهيد
٥. ديوان مشترك بعنوان الغرابي في عيون الشعراء
٦.ديوان قيد الطبع بعنوان /حصاد الضاد
نشرت له العديد من المجلات والمواقع الإلكترونية ..

كان لنا معه هذا الحوار القيم الماتع

** متى اكتشفت موهبتك الشعرية وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟.
كنت منذ طفولتي مولع بالاستماع إلى الشعر الفصيح بكل حقبهِ التاريخية وقراءة المعلقات وحينها لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة في فترة التسعينيات من القرن المنصرم ، فقط الكتاب هو أنيس النفوس المتشوقة للأدب

**الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
اعتقد أن الموهبة هي اللبنة الأولى والاساس الذي يُبنى عليه بمرور الوقت ولايمكن صقل الموهبة إلا من خلال التعرف على أساسيات وقواعد الشعر الصحيحة من ثم الإنطلاق بخطوات ثابتة ومدروسة نحو كتابة رصينة تثير القارئ وتدهشه.

صِراعٌ مع الذّات
………………..
ذَاتي تُراوِدُني ،،،،،لأهجُرَ ذَاتي
لأفرَّ ،،،،،من كينونَتي وَصِفاتي
.
لأُغادِرَ الصَبرَ،،،،اليَحومَ بِداخلي
كالصَقرِ ،،، فوقَ مَساحةِ النَكبّاتِ
.
لأعَيشَ ،،،،،،بينَ حَقيقَةٍ مَنظورةٍ
وَهواجِسِ المَعكوسِ في المِرآةِ
.
القَتْ بيَ الأضدادُ ،،صَوبَ نِهايَةٍ
لا يَبتغيها الحَيُّ،،،،،،،،، للأمواتِ
.
أمسَكتُ في ثِقَتي ،،،،وألفُ تَرددٍ
في دَاخلي ،،،يَدعوا إلى الإفلاتِ
.
حَتى عَقَلتُ السَمعَ دَاخِلَ أضلُعٍ
فيها يَضِجُ الصَمتُ،،،، بالأصواتِ
.
هَاجِرْ وِقارَ النَفسِ ،،،حَولَكَ عالَمٌ
يَلهو ،،،،،،،، وَأنتَ تُعانِدُ الرَغباتِ
.
غَادِرْ حُدودَ الأمسِ ، غَادرَ جُلّهم
إلاكَ ،،،،،،،،تَحتَقِرُ الجَديدَ الآتي
.
يا أيُّها المَنحوتُ من طَينٍ نَقيٍّ
لا يُعانِدُ رَغبةَ النَحّاتِ .
.
أفلَحتَ مُنتصِراً وَقلبُكَ لَمْ يَزَلْ
صَلباً ،،،،،،يَرِدُ وَساوِّسَ النَزَواتِ
.
وَبقيتَ مِثلَ الدُّرِ ،،،،،تَلمَعُ كُلمّا
غَارَتْ عَليكَ مَواطِنُ الشُبّهاتِ
.
بالرُغمِ مِن هَذا ،،،فإنَّتَ حَقيقَةٌ
فَرضيّةٌ ،،،،،،،، تَدعوا إلى الإثباتِ
.
ألقاكَ بَوحُ الشِعر فَوقَ مَسامِعي
كقصيدةٍ ،،،،،،تَحتاجُ للإِنصاتِ

** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟.
نعم هنالك الكثير ممن اتيحت لهم فرص كبيرة لا تتناسب مع خزينهم اللغوي والمعرفي والشعري فتواجدوا على الساحة الشعرية ليس بحرفهم الرصين ولكن بالفرصة التي ساقتها اقدارهم لهم ولكن مثل هؤلاء لا يستطيع الخلود حرفاً إنمّا ينتهي بمجرد زوال المؤثر الذي خدمَه .

**ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟
الحركة الأدبية مزدحمة جداً ومكتظة لدرجة يصبح فيها التمييز صعباً جداً وحقيقةً لوسائل التواصل الإجتماعي أثرها الإيجابي الكبير في إظهار الطاقات والقدرات الشعرية الكبيرة على الساحة الشعرية العربية والذين يشار لهم بالبنان والفخر .
ولا شك أيضاً ان لهذا العالم الافتراضي سلبياته في ظهور المتشبثين بالشعر وهم لا يمتون له بصلةٍ تذكر
والقرار الفصل هنا لذائقة القارئ وهو من يميز الصالح من الطالح
في الساحة الأدبية

**هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟
لا يمكن إخفاء أو نكران دور المعلم في تنمية القدرات واكتشافها وصقلها إن توفرت الموهبة فلا يمكن من خلال دراسة القواعد النحوية خلق شاعر دون توفر الموهبة التي تولد بالفطرة في الذات البشرية وهي من الله سبحانه وتعالى

** ما رأيك بالنقد ؟
النقد هو حالة بناء وتقويم إذا كان نقداً صادقاً غايتهُ البناء لا الهدم وتحطيم المعنويات لدى الشعراء في بداية الطريق وأيضاً المجاملات لاتخدم الشاعر بل تحيطه بهالة كاذبة من الوهم البعيد عن الحقيقة

**هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟
لا اعتقد ذلك أبداً ولكني في ذات الوقت لا اشعرُ بالتفاؤل حيال ما يزاحم الشعر الحقيقي من أنواع ومسميات بعيدة كل البعد عن الشعر ولا ترتقي تسميةً إليه ولكنها فقط اسماء لتجارب مستوردة ومقلدة من ثقافات غربية

**ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
نعم هنالك تباين واضح وكبير فرضته حقائق مهمة منها إختلاف الحقب التاريخية مع مفرداتها التي لايتم التداول بمعظمها في جميع بلداننا العربية بل وتحتاج إلى تفسير لغوي لها
ولكل جيلٍ ذائقته التي تجعلهُ مختلفا عن سابقهِ وهكذا .

** ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ هل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟.
كل الاغراض الشعرية مهمة عندي وكل نوع يفرضهُ زمنهُ وغايتهُ التي كتب فيها ولحظة الألهام التي حددت كتابته
وهو بدون شك تعبير عن الاحساس الشخصي تارةً والجمعي تارةً اخرى .

**هل الشعر صناعة ؟
ابداً بل هو موهبة فكل اكاديميات العالم لا تستطيع خلق شاعر حقيقي ما لم يهبه الله نعمة الإبداع والتصوير الشعري الذي يهز ذائقة المستمع او القارئ .

** ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
حقيقة وبدون مجاملة
لا اعتبرها من انواع الشعر، فالشعر لهُ بحوره الخاصة وتفعيلاته التي توارثها الناس من جيل لآخر ومن عصرٍ لآخر ومن حِقبةٍ لأخرى حتى انهُ نقل لنا تاريخاً كاملاً بوقائعه .
ويمكن القول انها( نصوص نثرية) حداثوية لها عُشاقها ولها كُتابها الذين يجيدون حرفتها .

(((((من وَحيّ سُليمان))))
……………………………………
……………………………………
خُذْ حِكمة النَملِ نَهجاً وَاسلكِْ النَهجا
فإنها رَغمَّ ضَعفٍ………. حِكمةٌ تُرجى
.
رَأى سُليمانُ في تَدبيرها……… عَجباً
فَصيَّرَ الحمدَ في مَيدانهِ……. سَرجا
.
لايَحطِمَنكمُ الجَيشُ الذي ……نزَلَتْ
طلائعٌ منهُ ………..صَوتٌ رَجّهُ رَجّا
.
فقالَ ياربيَّ اوزعنْي ……لشُكركَ في
ما قَدْ مَننتَ …….. فكُلّي ها هنا حَجا
.
وَأتبعَ الشُكرَ ……… حَمداً. دائماً ابداً
لنعمةٍ………….ضَجَّ فيها صَدره ضَجّا
.
لا تَنظرنَّ إلى الأحجامِ ……..كمْ جَبلٍ
هوّى الى السَفحِ…… حتى خِلتهُ ثَلجا
.
وَكمْ صَغيرٍ سَما للنَجمِ ……….قيمتُهُ
بما يَجودُ وَيُعطي ……….لابِما يُهجى
.
شَتّانَ مابينَ جِذعٍ……. …خانَ قامَتَهُ
وَبينَ غُصنٍ رَطيبٍ…….أظهرَ النُضجا
.
ياهُدهداً أذهلَ الدُنيا ………..بِقدرتهِ
هلّا رَأيتَ بِلاداً ………ساقُها عَرجا
.
تَعثرتْ بالمآسي……………. مُنذُ نَشأتِها
حتى بَنى الحُزنُ في أضلاعِها…..بُرجا


أعودُ للنَملِ مبهوراً…………….. بحكمتهِ
لأستَشِفَ بهِ ………..الإعجازَ.والنَسجا
.
لأطبعَ الوعظَ دَرساً ……..في مُخيلتي
وَأبتغيهِ لعمرٍ …………..أنتجَ الهرجا
.
لأختمَ القولَ ………فيمّا جئتُ أطرقهُ
أنّ القَصيدةَ بَحرٌ…………..حَرَكَ المَوجَا
.
وَإنني سابحُ بالوصفِ …………غايتهُ
فيمّا تَمناهُ يَوماً ………….يَبلِغُ الأوجا

** كيف ترى الوطن في شعرك ؟
الوطن في قصيدتي يمثلُ كل شيء ، بل هو الشعر بعينه
فهو الملاذ والدفء والأمان بهِ وعلى ترابهِ يزهو الحرف ويخرج بكل عنفوانهِ وجمالهِ وروعته .

**ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
نعم بدون شك لوسائل التواصل الإجتماعي الأثر الكبير في الحد من انتشار المطبوع الورقي فقد توفرَ على هذه الوسائل الإلكترونية كل انواع واشكال وأغراض الكتب الأدبية والعلمية فأصبح الحصول على الكتاب ومطالعته اسهل من الحصول على اي شيء آخر ولله الحمد .

** كيف تجد المرأة كشاعرة ؟
المرأة شريك حقيقي للرجل في كل مفاصل الحياة ومنها الجانب الأدبي والشعر احد هذه الجوانب ، ولها ثقل حقيقي على الساحة الشعرية العربية . وأيضاً هنالك العنصر النسائي الشعري الجيد الذي يفرضُ نفسه على المتلقي والضعيف الذي لا يرتقي إلى ذائقته
ونطمحُ إلى مشاركات أكثر تزاحم بقوة العنصر الرجالي فالساحة مفتوحة وغير مقيدة.

** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟
علينا أن نتفق ان عدد الدواوين الشعرية لا تعكس ولا تعبر أبداً عن مقدرة الشاعر ورصانته فهنالك قصائد يتيمة خلدتْ اصحابها لآلاف السنين وهنالك دواوين إندثرت ولم يعرف عن اصحابها أي شيء .

** ما سر نجاح الشاعر ؟
موهبتهِ والإصرار على صقلها بالقراءة المستمرةوأمتلاكهِ أدوات الإبداع الحقيقية

**لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟
لكل شخصٍ منا صندوق أسرارٍ يعتقدهُ ملاذه الأمين وأغلب اسراري وضعتها في قصائدي وبين سطور قصيدتي واعتقد جازماً انها أمينة في حفظها والبوح بها لمن تعتقدهُ أهلاً في سماعها .

** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ..؟
ساقول بلا تردد أنني في بدايةِ الطريق وأن طريق النجاح يحتاجُ مني الكثير الكثير لكي أكون شاعراً يقرؤهُ الناس بحماس.

** ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟
حافِظوا على إرثكم الأدبي العظيم فلديكم ما يتمناهُ غيركم من تاريخٍ إدبيٍّ مؤطرٍ بقواعد رصينة لا يمكن إختراقها من كل المسميات الطارئة التي ستتساقط مع الوقت وتبقى بحور الخليل هي اساس الشعر العربي الرصين

** كلمة تحب توجيهها إلى القراء .. ؟
أشكرُ لكم خِتاماً سعة صبركم وأنتم تقرأونَ تحسين الكعبي ومُحاورتهِ القديرة الأستاذة ليلاس زرزور واتمنى من كل قلبي أن أجدَ مكاناً طيباً في ذائقتكم السامقة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!