الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الأديب السوري أحمد بشار الحلاق في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أوفنان أوفاعل في إحدى المجالات الحيويّة في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الأديب السّوري أحمد بشار الحلاق
1. كيف تعرّف نفسك في سطرين؟
في البداية أحبُّ أن أشكركَ أستاذ رضوان على هذه البادرة الكريمة بأن يكون اسمي موجود في هذه السلسلة النورانيّة أما بعد فأنا
محامٍ يسخّر علمه للدفاع عن حقوق الناس واحترام القانون وشاعريسخّر قلمه لنشر ثقافة الحبّ والجمال
وإنسان يعشق الحياة الكريمة على أساس التّآخي والسّلام ونبذ العنف والطائفية والحروب
2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ ديوان عليك اللهفة للكاتبة الجزائرية القديرة أحلام مستغانمي
كل الكتب التي أقرأها جميلة جداً لأنها نتاج جهدٍ كبيرٍ ومبدعٍ لمن كتبهاوالمفاضلة بين الكتب كالمفاضلة بين النساء وأنا لا أحب المفاضلة بين النساء
3. متى بدأتَ الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
بدأتُ الكتابة في سنٍّ مبكّرةٍبدافع من بعض الأحداث والوقائع التي حدثتْ معي وبتأثير بعض الهواجس التي كانت تسكنني وهي هواجس الزمان والمكان والفناء والخلود والحب حتى النهاية
وعقيدتي في الكتابة بُنيتْ على ثالوث مقدّسٍ مكون من المرأة والنور والماء
اكتب كي أدفع عن نفسي الموت فالكتابة حياة والصمت موت
4. ما هي المدينة التي تسكنكَ ويجتاحكَ الحنين إلى التسكع في أزقّتها وبين دروبها؟
عندما تكون المدينة أمّاً فمن البديهي أن تسكنكَ بكل تفاصيلها ، الصغيرة والكبيرة ، المفرحة والموجعة ، تسكنكَ بكل حاراتها و شوارعها وأزقتها وتتغلغل كالنسغ في شرايين أغصان حياتك فمهما كبرت تشعر وكأنّكَ طفلٌ تحبو في محيط والدتك بشوق وحنين وحب و سعادة وهذا حالي مع دمشق فكل ركن فيها له حكاية و كل زقاق له عبق خاص به من ياسمين معتّق وكل درب له شواهده الخاصة به كأعمدة إنارته لا تفارقه مهما تعاقبت الأيام والفصول
إنها دمشق الأم الحنون لكل من يسكنها
والمعشوقة التي يقع في عشقها كل من شمَّ ياسمينها
5. هل أنتَ راضٍ على إنتاجاتكَ وما هي أعمالكَ المقبلة؟
الكتابة بوحٌ يحررنا من قيود الزمان والمكان ويحرر أرواحنا من ثقل الحالة التي نعاني منها ويجعلنا ننتقل من حالة السجن إلى الحريةو هذا التجلي
هو المعبرُ الصادق عن ماكنا نشعر به وبالتالي أنا راضٍ عما كتبتُ لأنه يعبر عني ودواويني المطبوعة هي
عندما يؤمن البنفسج
وقال البحر
محطاتٌ مسافرة
فاكهة استوائية
نفحاتُ عاشق
أنثى الشمس
سيدة الأقمار
حارس البنفسج
قتيل الهوى
وفي الوقت الحالي أكتبُ
في اتجاهات مختلفة
ديوان امرأة من نور
وكاهنُ العشق
وقالت الأيام
ورباعيات الحلاق
ومقامات العاشقين
6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟
سبق وأن اعتزلت الكتابة لبعض الوقت لشعوري بالعجز عند احتلال القوات الأميركية للعراق وقيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية عند استشهاد محمد الدّرة توقفتُ نتيجة الاحباط من الواقع العربي المزري والمتشرذم
وكانت تجربة قاسية
تشبه السجن وفقدان الحرية
لذلك لا أفكر في تكرار التوقف عن الكتابة وأحب أن يأتيني الموتُ وأنا اكتب
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
قصيدة المتنبي بما التعلل
تمنيت لو كنت كتبتها
أما طقوس الكتابة الخاصة فهي مرتبطة بالمكان والزمان أحب الكتابة إلى جانب البحر في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس
أما ليلاً فأحب الكتابة على أضواء الشموع الحمراء والموسيقى الهادئة
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
للمثقف بشكل عام والمبدع بشكل خاص دور بارز وجوهري في المجتمع فمن واجبه نشر الثقافة الهادفة والنبيلة ولكن بطريقة المربي فيجب علينا أن ننظر بعين الرحمة والاحترام والحب لمجتمعنا وليس التنكر للذات والمجتمع كما هو الحال بالنسبة للكثير من المثقفين في الوقت الحالي
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة الاجبارية وفقدان الحرية للكاتب ولأي انسان تشعره بالقهر والحرمان والخضوع والذل أما العزلة الاختيارية للكاتب فهي فضاء لاينتهي من الحرية وعوالم الجمال لأنها البيئة الجميلة التي يغرد فيها ويشدو بأجمل الألحان
10. شخصية في الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
الحلاج كي يحدثني عن الحب والسعادة في الشقاء من أجل الوصول للمحبوب
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
كنت أحب تعلم الموسيقى وفن الرسم
من أجل أن يكون هامش الحرية أكبر وأوسع في التعبير عما أريد
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
الفقد دائماً يولّد فراغاً ما وهذا الفراغ في البداية سيقودك حتماً الى الذكريات فهي السبيل الوحيد للتخفيف من وطأة هذا الفقد فهما إذاً مساران متلازمان في هكذا حالة وهذا ما يجعل من الفقد حالة مؤلمة أما مع مرور الوقت قد يكون بمقدورنا التخلص من الفراغ بنسبة كبيرة ولكن تبقى الذكريات متلازمة يصعب علينا التخلص منها كما أن
فقدان الاشياء يحررنا من الاعتياد عليها
ويعطينا الامل في الولادة من جديد
وأنا أحب الحياة المتجدّدة مع الحفاظ على بعض الثوابت
فالحياة كالفصول تحتاج إلى تجدد دائم
13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابدّ من وجود محركات مكانية وزمانية، حدّثنا عن ديوانك : ” قتيل الهوى” كيف كُتِبَ وفي أي ظرف؟
قتيل الهوى هو نهاية وبداية فهو يجسد فناء العاشق في سبيل المعشوق ومن ثم الولادة الإنسانية الجديدة وسلوك سُبل الحياة الوعرة للوصول للكمال من خلال تلمّس النور وبالتالي كان التحضير لديوان امرأة من نور ومقامات العاشقين أما عن ديوان قتيل الهوى فهو محكموم بفكرة الحب حتى الموت هذه الفكرة التي كانت نتاج التبحر في ثقافة الحب وبعض الأحداث التي حدثت معي ودفعتني للكتابة
14. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
الكتابة الإبداعية حالة روحية بحتة وليدة لحظة ما قد تكون لحظة فرح أو حزن أو لحظة تأمل نرى من خلالها جوهر شيء ما لا يراه غيرنا وفي بعض الأحيان قد تكون توصيف لواقع ما بطريقة سامية ودقيقة وأختلف معكَ قليلاً بالشق الثاني من السؤال فنحن بكل الأحوال من سكان الأرض والكتابات الإبداعية نحتاجها لرسم واقع معاش ولكن من منظور آخر قد يكون على طريقة المدينة الفاضلة مثلاًوالغاية من الوجود هو سعادة الانسان وهذه السعادة لاتتحقق إلا بالعلم والمعرفة والقناعة وبالتالي تراكم الإبداع وغنى الثقافة هي سُنّة من سُنن الكون التي لابدّ منها لاستمرار الجمال في هذا العالم
فمطلوب منا الإبداع والإتقان والتطور حتى نصل إلى الغد الأجمل والأرقى
15. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا من أنصار الحداثة والتطور والاستفادة من منجزات العلم في جميع مناحي الحياة ومنها الثقافة
فهذه الوسائل تحقق الانتشار الواسع مع اختصار الجهد والوقت والمال
16. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
لأني متصالح مع نفسي وأعيش أفكاري وأحلامي فكل لحظة تمضي هي ذكرى جميلة
أكثر ذكرى ألماً هي رحيل العرب عن الأندلس
17. كلمة أخيرة أو شيء ترغب الحديث عنه؟
قبل الختام أحب أن أشكرك أستاذ رضوان على هذا الحوار الجميل فالجمال يحفز الجمال ..
وأريد القول أن الكلمة مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة وبالتالي يجب أن نسخّر أقلامنا لنشر ثقافة الجمال والحب والاحترام والتسامح

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!