الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الشاعرة والكاتبة بلقيس بابو في زاويته أسماء وأسئلة

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة .

اسمي بلقيس بابو ، طبيبة اخصائية امراض القلب و الشرايين ، شاعرة حسب ما يقال …

أقرأ الآن كتاب للأستاذ محمد علي الرباوي عن الشعر .

أجمل ما قرأت هو رواية قواعد العشق الأربعون ل إليف شافاق، كان مختلفا.

بدأت بالكتابة في المرحلة الإعدادية ، كانت الكتابة و لازلت تلك المركبة السحرية التي تحملني و تنطلق بي إلى عوالم أخرى من الحرية و الجمال. كما أن اللغة العربية لغة جميلة جدا و الكتابة بها متعة حقيقية.

باريس مدينة الأحلام و لا تسألني لماذا لم أختر مدينة مغربية ، ربما جوابي مرتبط برواسب أزمة كوفيد ..

أنا ابنة الآن ، و الغد في علم الرحمان ، عادة لا أندم على شيء كتبته، و على أي شيء فعلته ، كل مرحلة ابداعية تقودني للأخرى التي بعدها ، التطور الايجابي الذي يحسن من قدراتي هو الذي يهمني.

لا أحد يولد عالما ، الاهم هو الاشتغال على الذات و الإيمان دائما بأننا غدا نستطيع فعل ما هو أفضل مما فعلناه اليوم.

كل عمل إبداعي يعبر عن صاحبه ، تجربة ، أسلوبا و إبداعا و لا يمكن ان نكتب إلا ما يعبر عنا . أُعجب بالكثير من الكتابات لكنني لا أتمنى أن أكون كاتبتها، فكل عمل إبداعي يكون جميلا بصاحبه. لنقل لدي حلم كتابة رواية ، لكنه يبدو بعيدا الآن لأن كل تركيزي على الشعر حاليا.

المبدع الحقيقي يعيش في قلب السرب ، يغرد و يطير معه لكنه مطالب بأن يجعل التحليق أكثر جمالا و جاذبية و الحياة ألطف و أرقى.

شخصيا تجربة الحجر الصحي لم أعشها كباقي الناس أولا لأنني طبيبة و لم أتوقف عن عملي خلال كل تلك الفترة ، لكنها فترة أعتبرها ايجابية و غنية بالنسبة لي من حيث المنتوج الأدبي، لأني تفرغت شيأ ما بالنسبة لما قبل. أما عن العزلة عموما فلا أظنها مفيدة دائما فوجود الآخر بكل تفاعلاته مهم جدا في حياة كل مبدع ، يستمد من محيطه كل الانفعالات التي يترجمها بأسلوبه ، سواء بريشته أو قلمه أو موسيقاه، لكنها قد تكون ضرورية أحيانا و لو لوقت وجيز لإعادة ترتيب الأفكار و إزاحة بعض الضباب عن الرؤية.

ملكة سبأ بلقيس ، أود رؤية المرأة التي احمل اسمها و لم يكن مرورها في هذا العالم عابرا حتى ظلت قصتها تردد كلما قرأت سورة النمل.

لا شيء ، لا أريد تغيير شيء ، انا راضية عن كل ما استطعت تحقيقه . حتى أخطاؤنا و كبواتنا لا يمكن تغييرها و لا ينبغي ذلك فهي ما جعلتنا ما نحن عليه الآن، فنضج الانسان ما هو إلا تراكم مجموعة من التجارب سواء ناجحة أو فاشلة التي تساهم في بناء الشخصية.

صراحة التعايش صعب و مرهق جدا لان مهنة الطب مرهقة جدا نفسيا و بدنيا كما الكتابة الجادة عمل فكري و انفعالي يتطلب ساعات طويلة ، لكنني أحبهما معا و أحاول التوفيق ما أمكنني ذلك.

الرجل و المرأة كائنان مختلفان تماما و فكرة المساواة فكرة مستهلكة ، و قد نرى اليوم المرأة تثبت جدارتها و تتفوق على الرجل في ميادين عدة، لكن ما يجب العمل عليه هو تحقيق مجتمع تطبع فيه علاقة المرأة و الرجل بالتوافق و التكامل و التقدير المتبادل .

أرى ان طاقات المرأة و الرجل لا يجب أن تُهدر في صراعات عير مجدية بقدر ما يجب ان تتوحد و تتكاثف و أن يكمل البعضُ البعضَ الآخر من أجل غد أفضل.

صراحة لا أحب إنهاك الطاقة في الجدالات العقيمة ، أفضل ان تستهلك في الانتاج و العمل ، و النجاح هو ما يمنحك القوة أيًا كان جنسك.

النشر على مواقع التواصل الاجتماعي له ايجابيات عديدة منها تقريب الكاتب من شريحة عريضة من القراء و تتيح له فرص الانتشار إلا أنه و في نفس الوقت ، بسبب حرية النشر و عدم المراقبة يمكنك أن ترى على المواقع كل شيء ما يصلح و ما لا يصلح. حبذا لو أمكن بعض التقنين و الفرز.

يوميات طبيبة ، كانت في بداية الأمر ، تدوينات أخط فيها بعض الأحداث التي تصادفني خلال مزاولة عملي و التي كان لها تأثير نفسي و انفعالي علي ، أردت أن أعبر من خلالها عن ما قد يعانيه الطبيب من ضغوط نفسية خلال مزاولة عملنا ، إما أمام حالات مستعصية أو اجتماعية صعبة ، انفعالات لا تظهر أمام المريض او عائلته ، نعمل على إخفاءها أمام الناس للحفاظ على التركيز و الحياد و المهنية لكنها انفعالات موجودة و قد تفقدنا النوم أحيانا ، العمل ضد العجز و المرض في ظل ظروف اجتماعية صعبة أمر مرهق جدا جدا.

ثم جاءت فكرة النشر لاحقا.

الفن أو الابداع الجميل عموما كالنسيم الذي يلطف حرارة الحياة، و يمرر الأفكار و المواقف بسلاسة و لطف، أعطيك مثالا ، اذا أردت ان تنصح طفلا بخلق معين ، أيهما أنجع ؟ ان توجه نصيحة مباشرة بصيغة الأمر و التوجيه أم ان يقرأ قصة قصيرة عن طفل آخر و يستخلص العبرة و الخلق بنفسه ؟

لا نذكر الاحداث السعيدة كثيرا هههه، لكن أسوأها إلى اليوم كان يوم وفاة والدي رحمه الله.

أرجو ان يكون العالم كله بخير و ان يسود الحب و ان نرتقي بالإبداع لانه من رقي الشعوب