الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الكاتبة التونسية هدى حواس في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة التونسية هدى حواس
1. كيف تعرفين نفسك للقرّاء في سطرين؟
إنسانة عاشقة للحياة، مهمومة بشواغل الإنسان العربي، محترقة بالسؤال عن معاني الوجود الإنساني، روائيّة وشاعرة، أستاذة في اللغة والآداب العربية، متحصّلة على الماجستير في الحضارة العربيّة. باحثة في الحضارة العربيّة في إطار تخصصي الأكاديمي، كانت لي تجربة الإشراف على قسم التحرير بدار لوسيل للنشر والتوزيع بقطر، اشتغلت بقسم الرواية بالحيّ الثقافي كاتارا لمدة سنة، اشتغلت بمركزالدراسات التاريخيّة بقطر كباحثة وعضوة في لجنة محكّمة للدراسات التاريخيّة. لي اهتمامات بأدب الطفل وقد كتبت في ذلك مقالات نقديّة وقمت بالإشراف على ورشات لتدريب الطفل على الكتابة.
2. ماذا تقرئين الآن؟
أقرأ الآن رواية “حيّ أساكوسا” للكاتب اليباني ياسوناري كاواباتا، أما عن أجمل كتاب قرأته، فكلّ كتاب هو الأجمل حين كنت منشغلة بقراءته حتى أكتشف كتابا آخر. وأعتقد من المهمّ أنْ أستحضر تلك القراأت التي عشت معها، ومررتُ من مسالكها ودهاليزها، أذكر في علم النفس مثلا كتاب “جوهر الإنسان” لإريك فروم، والكتاب الأحمر لكارل يونج، في الفلسفة ” الهويّة والوجود” لداريوش شايغان، “الطريق إلى العشق الصوفي” لوليام تشيتشك، في الأدب أقرأ للشعراء أمثال محمود درويش وفاروق جويدة ونزار قباني وغيرهم كما أقرأ للشعراء الغربيين أمثال آن سكستون وسلفيا بلاث ووليام شكسبير وتيد هيوس.
في الرواية أنوّع قراأتي ما أمكن للتعرّف على الأدب العالمي من الأدب الروسي مثلا “الحرب والسلم” لليو تولستوي، و”الإخوة كارامازوف” و” الجريمة والعقاب” و”المقامر” لدوستويفسكي، و”الدون الهادئ” لميخائيل شولوخوف، ومن الأدب المجري مثلا رواية “تانغو الخراب” لأسلو كراسناهوراكي، ومن الأدب الهندي رواية ” الشيف” لجاسيريت سنغ ، ومن الأدب الأمريكي “رحلات في حجرة الكتابة” لبول أستر، ومن الأدب الإنجليزي “المحيط في نهاية الدرب” لنيل جايمان… والعديد من الروايات من الأدب العربي لمحمّد شكري ولحنّا مينة وغيرهم ويمكن ذكر بعض العناوين كرواية “عطارد” لمحمد ربيع، و”عزازيل” ليوسف زيدان، و”هذا الأندلسي” لبن سالم حميّش، و”النبيذة” لإنعام كججي… ولي قراأت أيضا بلغات أجنبيّة مثل رواية “Narmada Sutra” ل ـGita Mehta و رواية “ The Alchemist” لـ paulo coelho…
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
أعتقد أنّ الكتابة تولد فينا، وتكبر فينا كما يكبر فينا كلّ شيء حتى نصل إلى مرحلة النضج، وما أتذكّره هو علاقتي الحميمة بكراس المذكرات التي بدأت معها رحلة تدويني لما أكتب من خواطر ومحاولات شعريّة وبعض الأقصوصات. وقد نشر البعض منها في المجلّة التلمذيّة التي كانت تعلّق على حائط المعهد، وأشرفت وأنا تلميذة على نادي الأدب بالمعهد. وكبرت وكبرشغف الكتابة ونضجت الأفكار، ورغم أنّ بدايتي كانت مع الشعر إلّا أني لم أنشر ديوانا إلى الآن باستثناء بعض القصائد التي تمّ نشرها متفرّقة في مواقع ثقافية مختلفة.
كانت البداية مع روايتي الأولى “ينابيع الأشياء” التي نشرتها سنة 2018 ثمّ نشرت رواية “أصابع امرأة نيّئة” سنة 2022.
أمّا حول لماذا أكتب، أورد ما ذكرته في رواية “ينابيع الأشياء” حول فعل الكتابة: “أكتب على شوك الفكرة ومسامير الكلمات كمن يصلب من أجل تحقيق النجاة واستمرار الحياة”
الكتابة عندي احتياج شخصيّ يحافظ على توازني الوجودي ووجداني، وهي رحلة بحث عن خصائص الذات الإنسانيّة وعن مغزى علاقتها بالآخر ومغزى وجودها في هذا العالم. وهي أيضا محاولة للارتقاء بالواقع إلى المتخيّل الفني ومنه إلى تجربة بديلة نطارد فيها طيف الخلاص.
كما أنّها تمرّس لاكتساب خبرات في الكتابة نفسها ففي روايتي “ينابيع الأشياء” حاولت تجريب الكتابة بالأصوات المتعددة، والاستغناء عن أحادية السرد بأصوات تختلف سرديّتها للتجربة الإنسانيّة باعتماد منهج المداورة بين ما تقوله الشخصية عن نفسها وبين ما تقوله عنها الشخصيات الأخرى، وأعتمدت النسبيّة في الرؤية بدل الرؤية الكليّة اليقينيّة.
وقد حاولت في روايتي “أصابع امرأة نيّئة” تجريب تقنيّة مختلفة تكون فيها أنا الساردة منعكسة في أنوات أخرى بأسلوب التناظر والمرايا.
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكّع في أزقتها وبين دروبها؟
كلّ مكان لي فيه ذكريات جميلة يسكنني وأحمل ملامحه في ذاكرتي، فأنا إنسانة مكانيّة بامتياز أتعلّق بالمكان وأتأثّر به. لكن لمدينة المحرس السياحيّة، مدينة الجمال ومحجّة الفنون التشكيليّة وقبلة فناني العالم أثر خاص على شخصيتي وعلى مزاجي فأنا أشبه البحر عمقا وبساطة، صخبا وهدوأ، كل مكان فيها موشوم بذاكرتي يذكرني بطفولتي وبأقراني وأصدقائي وبوجه أبي رحمه الله.
5. هل أنت راضية على إنتاجك؟ وماهي أعمالك المقبلة؟
أجاهد لأن أصل إلى هذا الشعور بأن أخصّص وقتا أكثر للكتابة في خضم مسؤوليّاتي العمليّة والعائليّة والبحث الأكاديمي الذي يستأثر على كلّ اهتمامي في الوقت الحالي.
عموما أنا مقتنعة بهذا الإنتاج في الظُّروف المتاحة، أمّا عن أعمالي المقبلة، أفكّر في جمع قصائدي ونشر ديواني الأوّل، لي أيضا مشروع رواية جديدة يحتاج بعض الوقت ليكون جاهزا.
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعيّة وتعتزلين الكتابة؟
يرعبني هذا السؤال ويذكّرني بمحنة ابن الرشد وابن حزم والغزالي عندما أُحرقت كتبهم. لِمَ أحرق أوراقي!!! وهي بمثابة الأوراق الخضراء التي أينعت من جذوري الصلبة والحقيقية، أوراقي هي بنات أفكاري التي أمنتها اسمي وجهدي، وهي خلاصة تجربتي مع الواقع والخيال. أن أحرق أوراقي كأن أحرق أصابعي وأحلامي وأشعل النار في حدائق الأزهار وبساتين الفاكهة. كأن أطفئ روحي دون رحمة.
لن أعتزل الكتابة حتى تعتزلني الحياة.
7. ما هو العمل الذي تمنيت كتابته؟ وهل لك طقوس خاصّة بالكتابة؟
أعتقد أنّها أمنية غير مشروعة، وما تمنّيتُ أن أكون صاحبة أي عمل غير ما كتبت، لأنّ العمل الإبداعي ملكيّة خاصّة ليس لغير صاحبه الانتساب إليه، وذوق خاصّ لا يليق إلّا بصاحبه، وبصمة خاصّة لا يشترك فيها اثنان.
طقوسي في الكتابة تختلف باختلاف نوع الكتابة، فإذا كان شعرا أفضّل الكتابة ليلا أو في الصباح الباكر في مكان هادئ وأنا أستمع إلى موسيقى هادئة. إذا كانت رواية أو نصوصا نثريّة أكتب في البيت، أو المقهى على حدّ السواء وفي أي وقت. وبالنسبة للكتابة في المجال الأكاديمي فأفضّل أن أكتب في المكتب وفي هدوء تام لأنّها تتطلّب التركيز.
أعتقد المسألة ليست طقوسا بقدر ماهي ظروف ملائمة لنوع الكتابة. وإذا أردت الحديث عن الطقوس بصفة عامة فإني أفضّل العزلة في فترات الكتابة والبقاء بمفردي، كما أحبّذ أن أكون في جو من الفوضى المرتّبة ويكون هاتفي في وضع صامت.
8. هل للمبدع والمثقّف دور فعلي ومؤثّر في المنظومة الاجتماعيّة التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرّد مغرّد خارج السرب؟
طبعا للمبدع والمثقّف دور فعلي ومؤثّر في المنظومة الاجتماعيّة التي يعيش فيها ويتفاعل معها، ولابدّ له أن يكون مهموما بقضيا عصره وأن يكون حاملا فكرا ووعيا حضاريا عميقا وأن يكون صاحب مشروع حضاري يستطيع من خلاله تعديل بعض الواقع أوتغييره. ولعلّي محظوظة بالجمع بين تكوين أدبي وتكوين حضاري لما لذلك من تأثير على تفكيري وتصوراتي.
9.ماذا يعني لك العيش في عزلة إجباريّة، وربما حريّة أقلّ؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
الأكيد أنّ العزلة الإجبارية قيد كأي شيء نجبر عليه حتّى وإن كنّا في ظروف مريحة، كلّ إلزام هو قيد مكروه نتوق إلى كسره. أمّا العزلة الاختياريّة فهي ضرورة بالنسبة للمبدع، وأنا من عشّاق العزلة أجد فيها عالما رحبا قادرا على استيعابي، وهي مُلهِمة بالنسبة لي ومنتجة للوعيّ وفضاء للتأمّل وتوليد الأفكار الجديدة. ولقد كان الشاعر محمود درويش مدمنا للعزلة، ويقال هي نضج وبداية الحكمة. واليوم أصبحنا نتحدّث عن أدب العزلة خصوصا بعد ظهور جائحة كورونا.
10. شخصيّة في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
أرغب في لقاء الكثير من الشّخصيات منها شخصيّة الكاهنة البربرية، شخصية المعري، شخصيّة جلال الدين الرومي، الكاتب نيكوس كازنتازكي صاحب رواية “زوربا اليوناني” وكتاب “التصوّف منقذ الآلهة”. أريد لقاءهم للحديث معهم عن أشياء كثيرة حول الإنسان والله والوجود، ولأقدّم لهم شكري وامتناني لما تركوه فيّ من أثر غيّر في طريقة تفكيري ورؤيتي لذاتي وللآخرين وللوجود.
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد؟
أعتقد عبثا أن نتحدّث عن أي تغيير في حياتنا ونحن ندرك أنه لن تتاح لنا فرصة البدء من جديد. ولكن يمكن أن أتحدّث عن أشياء شعرت بأّنها كانت ستغيّر في حياتي لو أنّني قمت بها كالعزف على البيانو، وممارسة رياضة التنس.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء الذكريات أم الفراغ؟
حين نفقد الأشياء تبقى الذكريات ويبقى الفراغ، ونحاول أن نردم هذا الفراغ بتلك الذكريات. فهناك تفاصيل متجذّرة في الذاكرة للحظات سعيدة كانت أم موجعة متعلّق بالمفقود، وكلّما حاولنا أن نقيم الذكريات داخلنا لنستعيض عن المفقود بصور مخزنة في ذاكرتنا نخفق ونصاب بخيبات الأمل. حين نفقد الأشياء يبقى الوجع الذي تزيد في وتيرته الذكريات، يبقى الفراغ الذي يعمّق غربتنا ووحشتنا.
13. صياغة الأدب لا تأتي من فراغ بل لابدّ من وجود محركات مكانيّة وزمانيّة، حدثينا عن روايتك أصابع امرأة نيّئة..كيف كتبت وفي أي ظرف؟
أعتقد أن المكان والزمان شخصيات خارجيّة مؤثرة في الأحداث وفي الشخصيّات الحقيقيّة، والزمن التاريخي مؤثّر في تشكل الأحداث وبناء الشخصيات، وكذا الشأن بالنسبة للمكان ففي روايتي ” أصابع امرأة نيّئة” تدور جلّ الأحداث في غرفة مظلمة ينوس فيها النور، وقد تكون هذه الغرفة هي الصندوق المخفي للساردة ولبقية الشخصيات، أما بالنسبة للزمان فهو زمن سائل لا حدّ له كما تقول الساردة في ص 6 “عالم مائل تضيع فيه الأزمنة وينحرف فيه العقل” وفي ص7 “قد يكون واقعنا شطحة المخمورين بسيلان الزمن في مكان ما”، وفي ص 132 ” الزمن السائل وحده يحفظنا من ضياع الذاكرة” وأعتقد أن طبيعة الشخصيات فرضت هذا الزمن حيث جمعت الساردة شخصيات من أزمنة مختلفة في هذه الغرفة.
فرواية “أصابع امرأة نيّئة” هي رواية كسر الحدود الزمانيّة الذي يستجيب إلى لعبة سرديّة لا تستجيب إلى نظام مسبق ولا إلى ترتيب أحداث داخل الزمن، إذ الرواية تكاد تكون تداعيات حرّة لأصوات خمس نساء جمعهنّ مبدأ التوحيد، الساردة غنوة سلّام وشبيهاتها في التجربة الإنسانية والإبداعيّة، صديقتها شاهدة، و”آن سكستون” و”سلفيا بلاث” و”مي زيادة”، خمس نساء معطوبات تسردن حكاياتهنّ مع العشق والموت والجنون ، خمس نساء تقفن على حافّة الجنون في صراع مع ذواتهنّ المشروخة تبحث عن أجوبة لأسباب ما يعشنه من هشاشة تصل بهنّ حد الجنون في نوبات هستيريّة متشابهة. وهي رواية الأصابع النيّئة لغنوة الراوية التي تستحضر “قُرَنائِها” و”نظائرها” محاولة للبحث عن خلاصها من مأزق الجنون والتجديف نحو الأعلى. وهي رواية تكشف عمق هذه الشخصيات من خلال مساءلاتها لقضيا الوجود والذات والآخر، هي رواية الوعيّ الشديد باللاوعي وهي قوّة الشخصيات على التعري النفسي ومواجهة هشاشتها وضعفها وعقدها. وتطرح الرواية أيضا قضايا مختلفة كقضية الإرهاب والقضيّة الفلسطينيّة والكرديّة دون أن تثقل على الهواجس الأساسيّة للشخصيات.
و”أصابع امرأة نيّئة” هي كما قال عنها الناقد “عبد المجيد بن بحري” هي رواية الرواية عن ذاتها (Lي رومان دو رومان)، حديث الكتابة عن نفسها في ضرب من الانعكاس المرآوي يغدو السرد بموجبه كلاما على العالم” العالم الذي اختارته الساردة ليكون عالما لا يشبه غير سكرتها الوجوديّة وخبلها الاستعاري” ص 57 .
14. إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز، إلى كلّ فكر مستنير مهما كان مصدره. والأهم من ذلك تحتاج إلى وعي حقيقي بمشاغلها الحاليّة وهمومها، كما تحتاج إلى قناعة بقدرتها على تحقيق هذه المساواة وإلى إيمان بذاتها وباستحقاقها لذلك.
15. ما جدوى هذه الكتابات الإبداعيّة وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
جدوى هذه الكتابات الإبداعيّة، هي بمثابة القناديل المضيئة في عتمة الواقع، وهي المحرار الذي نقيس به درجة انخفاض وعي المجتمع أو ارتفاعه. أمّا عن علاقتها بالواقع فهي مؤثّرة فيه بشكل كبير لقدرتها على تغيير المجتمعات العربيّة وتشكيل الوعيّ العربي ولدورها في الكشف عن المخفي وطرح قضايا المجتمع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، بل أحيانا نبوءة لما سيحدث، وهي ذاكرة المجتمعات وحافظة تاريخها. ولهذا يحتاجها الإنسان ليسكن الأرض سعيدا متفائلا لما تبعثه فيه من أمل، مسترشدا بها في مسلك حياته. مستنيرا بما يجده فيها من أفكار عميقة، مطمئنا على تاريخه من التلف والضياع. فالكتابات الإبداعيّة تبعث الأحلام وتعيد الأمل المفقود.
16.كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
سلاح ذو حدين، من جهة هي تجربة جيّدة يمكن أن تتيح للمبدعين النشر بسهولة والتعريف بإنتاجهم الإبداعي كما تتيح لهم فرصة للتعرّف على بعضهم البعض والتواصل المثري والمفيد الذي قد يخلق مشاريع إبداعية مشتركة. ومن جهة أخرى فإنّ تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي قد فتحت الباب للجميع دون تمييز بين الحقيقي والمزيّف بل أنّها خلقت مبدعيين مزيفين وأعطتهم فرصة للشهرة رغم تفاهة ما يكتبون. وعموما هي تجربة جيّدة لو أحسن استخدامها ولها فوائد كثيرة أهمّها سرعة النشر واتّساعه.
17. أجمل ذكرى وأسوأ ذكرى في حياتك:
أمّا عن الذكريات الجميلة فهي كثيرة، فكلّ نجاح ذكرى جميلة، وكلّ ولادة لرواية ذكرى جميلة، وكلّ لقاء بشخص عزيز ذكرى جميلة. الذكريات الجميلة كثيرة في حياتي وأنا ممتنة لله على كلّ لحظات سعيدة عشتها في حياتي.
أسوأ ذكرى وفاة والدي رحمه الله وأنا في العاشرة من عمري، كانت ضربة قاسمة لقلب غضّ صغير وكانت بمثابة قصّ جناحي عصفور صغير مازال يتدرّب على الطيران.
18. كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه:
بداية أودّ أن أشكر الصديق رضوان بن شيكار على هذا الحوار الشيّق، وعلى هذه المبادرة الطيبة التي تحمل وراءها وعيّا بأهميّة الأدب والإبداع في الوطن العربي.
أخيرا إذا كانت مسؤولية المبدعين الإسهام في تشكيل الوعيّ العربي وتغيير المجتمعات، فإنّنا نأمل من السلطة الثقافية وأعني هنا تحديدا وزارات الثقافة والتعليم في المجتمعات العربيّة أن تتفطّن إلى تغيير المشهد الثقافي الذي يتطلّب ثورة على المناهج وعلى المعايير القديمة لإعطاء فرصة للجديد حتى يأخذ مكان الإرث القديم استجابة لذكاء الجيل الحالي ولمتغيرات الحياة.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!