الأحمر/بقلم:عمار الزريقي

اللونُ الأحمرُ يدعوني في عِشقِكِ أن أتعلّقْ
وأنا ملعونٌ حظي
كَلِوَاءٍ مُنْشَقْ
ثورتُهُ حمراءُ ولا يخشى
إلا بحبالِكِ أن يُشنَقْ
وأنا بَدَوِيُّ بالفطرةِ
عمري ما ذُقتُ فراولةً
سافرتُ صغيرًا من قريتنا
وتركتُ حماري مربوطًا في المفرقْ
ولعلمِكِ.. جوّالي مفتوحٌ
وأنا مُتّصِلٌ طولَ الوقتِ
ولكنّي مُغلقْ!
***

البلسُ الأحمرُ في نهديكِ يوسوسُ لي أن أتَذَوّقْ
وأنا المُتَوَتِّرُ
أعصابي لا تهدأ حتى أتسلّقْ
لكني في حالٍ مُرهَقْ
أخشى أن أتزحلقْ
وبرأسي شيطانٌ حوثيٌ
ما جَرّبَ فَنّ الطيرانِ ولا حَلّقْ
لم يقرأ أبدًا كُتُبَ السِّحْرِ
ولم يعرفْ إلا ألواح المخلوع
وأخبار الدنبوع
وأسفارَ المصروع الأحمقْ
لا يفقهُ فاكهةَ الألوانِ
ولم يدخلْ مدرسةً بالمطلقْ
***

الشّهدُ الأحمرُ في ثغركِ
صنفٌ بلديٌ ومُعَتّقْ
ولهذا استوطن جمجمتي عفريتان:
جريرٌ وفرزدقْ
وأنا مثلي في الدنيا لم يُخْلَقْ
حسّاسٌ جدًا
رومنسيٌّ جدًا
حوثيٌ جدًا
والأحمرُ يجعلني نزقًا وعنيفًا كالثور الأخْرَقْ
***

الجيشُ الأحمرُ في خَدَّيكِ يُحَرّضُني أن أنْشَقْ
وأنا جنديٌ / جِنِّيٌ مجهولٌ
دَرَسَ الملزمةَ الأولى
فتحزّمَ وتلغّمَ وتَبَنْدَقْ
القائدُ لا يجهلُ أني
محكومٌ بالدفع المُسبقْ
فردٌ لكني فَيْلقْ
وحصاني أبلقْ
جَوّالي مشحونٌ “بالزامل”
والموتُ الأحمرُ من كل جهاتي يتدفّقْ
إني أتحمّمُ بالنار الحمراء
وبين ضلوعي محرقةٌ أخرى برمادي تشرقْ
إني أنْهَقْ :
(الموت لأمريكا..اللعنةُ……)
اللعنةُ.. ما هذا المأزقْ؟!!
***

الشوقُ الأحمرُ في عينيكِ يناشِدُني أن أتألّقْ
وأنا مقبورٌ في هذا الخندقْ!
في كل صباحٍ أتَشَظّى
في كل مساءٍ أتَمَزّقْ
(يا ليلُ الصّبّ متى غَدُهُ)
أبُعَيْدَ وفاتي يتحقّقْ؟!
أستاهلُ ……..
مَنْ قال لأمي أن أعشق؟!
***

البحرُ الأحمرُ فيكِ يناديني أن أغرقْ
وأنا لا أعرفُ شيئًا عن أسماءِ البحر الأبيض والبحر الوافر والشَِّعر الأشقر والنيل الأزرقْ
العينُ الحمراء سبيلي…
معذرةً.. السوقُ السوداءُ سبيلي
وبلادي بَيْرَقْ
ينهرني شيطاني: لا تَقلقْ!
“شاصاتُ الله” سَتُبْحِرُ ليلًا
من “جَبَلُ التوبادِ” إلى “مَعْبَقْ”
هقْ.. هقْ
***

الكيفُ الأحمرُ.. يا عيني!
عَلّمَني أن “أتَبَرْدَقْ”
عندي حقْ!
فضلًا..
هاتي لي “مَبْزَقْ”!!!

******

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!