كنب :محمد سعود (الرياض)

شدد الداعية عادل الكلباني على وجوب تغيير الخطاب الديني ومراعاة الخلافات الفقهية في مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تضم أطيافا مختلفة من البشر.

وقال الكلباني في ندوة سعود المريبض في الرياض أمس (الجمعة) بعنوان: «140 حرفا وعشر ثوان»: «مواقع التواصل ليست منابر وعظية، فينبغي التفريق بينها ومنبر ومحراب المسجد، لأن تلك المواقع يكون الحديث فيها مع ملايين الناس المختلفين في التوجهات والثقافة، ومن مميزات مواقع التواصل هو ما يدار الحديث عنه وجوب تغيير الخطاب الديني، ولابد أن نغير طريقة التخاطب مع الناس، وبالأمس زارني عدد من الدعاة وقلت لهم تهيأ لنا مالم يهيأ للصحابة، بل حتى للنبي، وهو الوصول إلى العالم من مكاننا، والتحدث مع أشخاص في أمريكا والصين وبريطانيا في نفس الوقت، وهذه الإمكانات لابد أن تغير خطابنا الديني». وأضاف أن هناك أشخاصا يتحدثون في مواقع التواصل كأنه الآمر الناهي المصيب قطعا، وبالتالي من خالفه جاهل متبع للهوى، وهذا يجب تركه، مؤكدا على مراعاة الخلافات الفقهية في حديثنا.

وذكر أن النقاش عن مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد حديثا مترفا؛ لأنها أخذت حيزا كبيرا من الحياة اليومية، وبلغت درجة الخشوع في الهواتف الذكية كخشوع القدامى في الصلاة، مشيرا إلى أن «تويتر» مزعج للسلطة والمسؤول وأصبح متنفسا للكثيرين إما برأي أو كلمة نافعة أو ضارة.

وأوضح أن المؤثرين إيجابا في هذه المواقع مترددون في دخولها؛ لأنهم يرون أنها لا تليق بهم ولا بمقامهم، لافتا إلى أن الذي يقيم الهيبة الحقيقية هو تصرف الشخص وصدقه وأمانته.

ودعا الكلباني لمخترع الإنترنت بقوله: «جزى الله خيرا لمن اخترع الإنترنت؛ لأنه فتح لنا آفاقا كبيرة وصرنا ننشر ما نريد ونقول ما نريد»، كما وجه شكره لشركة «آبل» للهواتف.

وتابع: «مواقع التواصل أثرت على شيء كبير من القيم الإسلامية، ومن أهمها الرقابة والستر، وأصبح الشخص يظن أنه غير مراقب وحر يقول ما يشاء وله الحق في الشتم والنقد بحدة، ويحرض ويفعل ويظن أنه بعيدا عن الرقابة من خلال كتابته باسم مستعار، ولا بد من محاربة الأسماء المستعارة بعدم الرد، وكذلك الستر من خلال نشر الفضائح والأكاذيب». ويرى أن «تويتر» كشف المجتمع بوضوح، إذ جعلت مواقع التواصل لعدد كبير من الناس شخصيتين، وإسلامين افتراضي وواقعي. وقال الكلباني: «تجد الشخص مشتركا في ثلاث مجموعات في «الواتسآب» الأول مع متدينين والآخر مع عائلته والثالث مع أصدقائه الخاصين، إذ يرسل في الأول أدعية والثالث صور مغربيات، وكل إنسان عنده شخص خاص، وهذه طبيعة البشر».