أنا لا أبيع حزني
حتى للقصائد
الحزن سرك الدافئ الأنيق
الشعرة القاسمة لدرجة الاكتراث
شفق الحس الداخلي
جرحك الأمثل في المعارك الباردة
ودليلك نحو حكمة اللادوام
أنا لا أبيع حزني
حتى للقصائد
كيف اجتاحني الحزن
عرجت إلى القصيدة
رسمت امرأة من ماء
وذبت بها غزلا حد انتهائي
حد التهابنا
تبخُّرِنا
ونبش الدهشة في عيون العابرين
اذكر حين صفعني الوطن حد الحلم
غزلتُ من وهج الأنين امرأة سمراء
تبيع النهد في سوق الليل
و لا مشتري
امرأة من قمح الريف
تطحن وجهها اشتهاءً
تصرخ حقلين كاملين
الكل صُمّ
إلا حزني اليسمعها و يضحك
يضحك ملء دمعة بحجم وطن
اذكر حين أشرقت شمس الحزن في صيف الأمنيات
أخذتُ ريشة من عندليب يجيد الغناء
و رسمت امرأة من لحن الياسمين
مت بها عشقا
افترشت شفاهها عشر قصائد كرزية
وانزلقت جسورا مثل كلومبوس
استكشف كل تفاصيل القارة
تلالها و المنحدرات
جداول تِبرها الشهي
وحدائقها المعلقة الدائمة الشغب
ألسع بكل وقاحة شواطئ البحر
واغرق
أذكر حين مات أبي
دخلتُ كل معاجم الشوق
رسمت امرأة من الريح
انتحبتها شوقا تلو شوق
عضضت شفاه المسافة
حقدت على الوقت
نذرت كل عصافير قلبي للشواء
أشعلت كل فصول اللهفة
ونكاية بالانتظار
انتظرت حتى ملّ الانتظار
أنا لا أبيع حزني
حتى للقصائد
ادخره في جسد المجاز هوسا
و أنفقه نداءات
لامرأة من ابتسام النسرين