يَا اللهْ يَااللهْ !
لَاأعرفُ كيفَ أخاطبُكَ… ؟
أمامِي طفلٌ يلهُو بدراجتِهِ
يبحثُ عنْ أطرافِهِ
تركَ ذراعَهُ إشارةً
ليتعرَّفَ عليهِ أبوهُ
كيْ يرجعَ إلَى حضنِ أمِّهِ…
يَااللهْ يَااللهْ !
لَا أعرفُ كيفَ أخاطبُكَ… ؟
أمامِي طفلةٌ تلهُو بطفولتِهَا
لَاتعرفُ
متَى تحوّلَتْ تنُّورتُهَا
خيمةً
يلجأُ إليهَا الجبلُ
عندمَا فقدَ عقلَهُ
وألقَى بكلِّ أطفالِ القرَى
فِي حفرةٍ
ثمَّ أيقظَ النارَ منْ سباتِهَا
ومضَى يرقصُ علَى رفاتِ
الطينِ…
يَا اللهْ يَا اللهْ !
لَا أعرفُ كيفَ أخاطبُكَ… ؟
أمامِي امرأةٌ تبحثُ عنْ رحِمِهَا
فِي الخرابِ
فِي الحجارةِضاعَتْ صرختُهَا
عصيَّةً علَى النسيانِ
وماتَتِ الأمومةُ
حينَ فقدتْ ثدييْهَا
ولمْ تعُدِ الرضاعةُ
حقلاً
لزراعةِ الأولادِ…
يَا اللهْ يَا اللهْ !
لَا أعرفُ كيفَ أخاطبُكَ… ؟
وقدْ كفَّنَ الطباشيرُ
جثثاً
شابتْ علَى كسورِ محبرةٍ
ولونَتْ شفاهَ سقفٍ
بقلمِ رصاصٍ
أعلنَ الحدادَ
أضربتِ الألوانُ عنْ حصةِ الفرحِ
ووقفَ الحزنُ حارساً
للأقسامِ…
بينمَا نامتِ الدفاترُ علَى الغيابِ
تنتظرُ سنةً دراسيةً
ترسمُهَا الأكفانُ
عالقةً
بينَ رقصةِ الطينِ والنارِ
عالقةً
فِي ذاكرةِ الزلزالِ…
يَااللهْ يَا اللهْ !
كمْ أفتقدُكَ
فِي زحمةِ الحجارةِ
فِي فورةِ الأخبارِ
فِي ألغامِ الخوفِ و الإنتظارِ…
لعلكَ تصنعُ لِي صفيحةً خاصةً
بالحياةِ
أيهَا الأيلولُ!
مَا أقساكَ مَا أقساكَ!
فأنَا فِي صُفرتِكَ
ملاكٌ
لايعرفُ موتاً
يهزُّ الأردافَ…
لَا يعرفُ أنَّ الطبيعةَ حربٌ
وأنَا لَا سلاحَ لِي
لمواجهةِ قناصٍ يصيبُ
أهدافَهُ
وأنَا أُذبَحُ علَى مرماهُ…
يَا اللهْ يَا اللهْ !