إرادة المرأة العربية تتفوق على الغربية/ بقلم الشاعرة فابيولا بدوي

 

لفتت الانتخابات التمهيدية الرئاسية في فرنسا الأنظار إلى وضع وصف بالغريب. ففي انتخابات اليمين واليمين الوسط من بين سبعة مرشحين كانوا يتنافسون، كانت هناك سيدة واحدة فقط. وبعدما تم الإعلان عن أسماء المرشحين للانتخابات التمهيدية لليسار والتي سيتنافس فيها تسعة أشخاص، لا يوجد بينهم أيضاً سوى امرأة واحدة، ونحن بالطبع نستثني هنا مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة لأنها تولت بالوراثة، حيث حلت الابنة محل أبيها في زعامة الحزب.
كيف لفرنسا بلد الحريات والديمقراطية والمساواة أن نجد مرشحة واحدة في انتخابات التيارات الكبرى بها، أين تكافؤ الفرص وقدرة الفرنسيات على المواجهات الصعبة؟ تساؤلات كثيرة أثارتها وسائل الإعلام الفرنسية، ولكن بالنسبة لنا الوضع مختلف والمقارنة واردة.
فالمرأة العربية لديها الشجاعة الكافية للترشح والتجربة والمثابرة والعمل بشكل جيد من أجل خوض جميع المعارك الانتخابية كي تصل إلى المناصب القيادية التي تعكس صورتها الحقيقية وقدراتها وكفاءتها التي تحاول الكثير من المفاهيم الموروثة النيل منها. بينما في فرنسا النساء حتى الوزيرات والقيادات الحزبية منهن لديهن، فيما يبدو، خشية دائماً من المجازفة والخسارة والرغبة في الاكتفاء بما وصلن إليه في انتظار التصعيد والتعيين في المناصب العليا بحكم موازنات الدولة وقيمها ومبادئها.
ألا تستحق رغبة نسائنا العربيات في تحقيق الذات، قدراً أكبر من التشجيع والمساندة حتى يحظين بمكانة ربما لم تتمكن منها نساء أوروبيات في دول أكثر تقدماً.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!