الحرية وما نريد منها

بقلم —ناصر ميسر 

 

إننا نعتقد أن الحرية هي أقدس حقوق الفرد وأعظمها قيمة وأدلها على كرامة الإنسان وحرمته . هي ضرورية له وللجماعة ضرورة الهواء للرئة !

ونحن نؤمن كذلك إن أهم مظهر لتلك الحرية وأجمل صوره لها هي حرية الفكر فلا يمكن أن نعالج قضايانا ولا يتيسر أن ننظر في مشاكلنا ونوجد لها حلا وما لم نسلم بأن (( الذوق الرفيع )) كما يقول ــ ديكارت ــ هو اعدل الأشياء قسمة بين الناس وما لم نقتنع مخلصين بان حظ الناس من الحقيقة والتوفيق إلى معرفة الحقيقة واحد .

ذلك معناه انه من الغبن في ذات البشرية ومن الإجرام في ذات الفكر كبت التفكير الحر أو حصر الحقيقة في فرقة دون فرقة أو مذهب دون مذهب أو عصر دون عصر . ومعناه إن الحقيقة أن كانت ثمرة بحث مستمر وطلب دائم في بناء يساهم فيه البشر جميعا إن عاشوا وحيثما وجدوا . ومعناه من الكسل العقلي السخيف أن يرتاح المرء إلى بعض الأوهام أو التصورات اعتقدها الحق ويعرض عن المناقشة والنقد ويهرب من مأساة الفكر في طلبه وسعيه ومعاناته ! نحن من أنصار الحرية ولسنا نريد حصرها في ميدان دون آخر أو قصرها على طائفة دون طائفة . الحرية كل متماسك الإطراف , إذا أصابها الضيم في ميدان أو شخص أو فريق فإنما تكون حينذاك مهدده في وجودها وجوهرها وأساسها . لذلك واجب علينا في مصر  أن نخرج بالحرية من حيز الكلام إلى طور الفعل , ولابد أن نكييف حياتنا الاجتماعية والسياسية , في هذا االزمن العجيب , حسب المبادئ الإنسانية التي أقرتها التجربة وحكم لها التاريخ فنزيل عن مصرنا ما كان يقاسيه من تعسف , وننزع به إلى الإنشاء والخلق في مأمن من الفوضى والالتباس . وليس يحفظ الحرية ويقيم النظام غير الديموقراطية , وليس يضمن العدالة والحق غير المجالس الصحيحة المشروعة لا المفروضة بغلق القائمة مرة أو المفتوحة المغلقة تارة أخرى . ومن الأكيد أن تمتاز التجربة السياسية الجديدة الحالية بالانجاز السريع في ميدان التمثيل الشعبي وان تبادر كل حكومة تأتي للسلطة إلى إجراء الإحصائيات بإصدار القانون العام الضابط لعمليات الانتخابات وما تعتمد عليه ألدوله بصورة عامة … فأن الديموقراطية تعلم وتلقين , ومن حق المصرى  بعد طول الحرمان أن يباشر إمكانياته ومقوماته وسيادته في التمثيل الديموقراطي الصحيح … لا نزال ننادي بحرية الإفراد والجماعات لأنها في رأينا من أهم مقومات (( الإنسان )) الذي نحترمه فوق كل شي وللحرية جانبان هما كصفحتي ورقة بيضاء لا سبيل إلى الفصل بينهما , وما من شعب أو فرد حاول ذلك إلا طمس معالم الحرية وشوه صورتها ومسخ معناها . الحرية حق مقدس وواجب أكيد : مظهران لماهية واحدة وجوهر واحد إذا فقد احدهما أو اختل التوازن بينهما انقلبت الحرية فوضى أو آلت إلى استبدال وفي كلتا الحالتين هزيمة (( الإنسان )) ونحن ننادي بدولة مؤسسات دستورية تحدد حقوق المواطنين وواجباتهم لا فقط واجباتهم كما نظام الديكتاتور الرئيس الاسبق حسنى مبارك  … بالإضافة إلى التعايش السلمي في كنف الحرية الحق على ارض هذا الوطن العزيز .. إخوانا متحابين لا ذئابا متناحرين . ذلك معناه إن الديموقراطية التي نحن على أبوابها يجب أن نحققها سليمة قوية مبراة من كل شائبة . فعلينا إذن أن نكون إيقاظا وان نحسن الاختيار حتى لاتصبح مجالسنا مسارح لأقسى المهازل كما موجود حاليا وحتى لا نضع بأيدينا القيود التي قد تكبلنا من جديد …. وكم من عبودية للشعب العظيم  ترفل في زي الحرية الكاذبة التي ليست لها وظيفة سوى ذر الرماد في العيون وإخفاء قيود الجهل والبؤس والحيف الاجتماعي واختلاس المسؤولين والمتنفذين في الدولة كد الكادحين الفقراء …

نحن لا نريد حرية زائفة , نحن نريد (( الحرية الحقيقية  ))

سلام على شعب قادح  حتى راىء الظلم من فئة ضيعت حرية الانسان المصرى

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!