الكتاب الشيطاني .. الذي خرب ودمر العالم العربي ..!!

آفاق حرة

ناصر ميسر 

متابعة

حازم خزام بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية

اقتربت  ذكري يناير الاسود !! ..

عام 2006 صدر كتاب “الحبال والصخرة” للكولونيل المتقاعد توماس هامز الظابط السابق فالجيش الامريكي والمخابرات المركزية، وهو الكتاب الذي تكلم عن حروب الجيل الرابع وهو من اهم المراجع التي قدمت صورة واضحة عن مفهوم الجيل الرابع من الحروب وتاريخ تطور حروب الجيوش.

يرى هامز أن التاريخ الإنساني شهد تطور الحرب خلال أربعة أجيال، ولا يرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجي فقط ، لأن محركات التغيير تكمن في تطور البُنى السياسية والاقتصادية والمجتمعية، والتي لعبت دورا هاما في إحداث تلك النقلات بين الأجيال كان اهمها القدرة الاقتصادية للدول على تحمل تكلفة انتاج كميات ضخمة من الاسلحة وتكلفتها وتكلفة الحروب

الجيل الأول استخدم الجيوش الضخمة والأسلحة النارية والمواجهة المباشرة بشكل كثيف بمجابهة الجيوش بعضها باستقامة وتبادل اطلاق النار بالبنادق والمدفعية وبلغ هذا الجيل ذروته مع انتهاء الحروب النابليونية وهو الجيل الاكثر تكلفة للارواح

الجيل الثاني شهد تغير الاستراتيجية لحماية الارواح على حساب ارتفاع التكلفة باستخدام مكثف للقوة النارية لحرق الارض ثم احتلال المشاة لها دون مقاومة تذكر ،، رافقها التطور في وسائل الاتصال وبلغ الأمر مداه إبان الحرب العالمية الأولى واستخدمتها فرنسا وقد ادى لارتفاع مهول في تكلفة الحرب انهك اقتصاد اوربا وقلص قوة دول عظمى كبريطانيا وفرنسا

الجيل الثالث فالحرب العالمية الثانية، تطورت التكتيكات العسكرية ليظهر تكتيك جديد وهو حرب المناورة برع فيه النازيين الالمان حيث باغتوا من جوانب جيوش الحلفاء والتفوا حول الحصون وطوقوها كاختراق حصن ماجينو الفرنسي من بلجيكا لتقليل تكاليف الحرب الاقتصادية والبشرية واتى ثماره لالمانيا اول الحرب ومع استعمال نفس التكتيك لاحقا من الحلفاء طالت الحرب وادت لخسائر بشرية واقتصادية مهولة انهكت دول عظمى كفرنسا وانجلترا وضاعت منهم سيادتهم للعالم وانتزعها الاقوى اقتصاديا امريكا والسوفيت

الجيل الرابع من الحروب –وفقا لتحليل هامز-يمتد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا هذا بعد الاستفاده من دروس الحرب العالميه والبحث عن حرب تدمر العدو بلا تكلفة مالية او بشرية ، فكان الجيل الرابع الحل ويعتبر من أشكال التمرد المتطورة، وفيه تُستغل كل الشبكات المتاحة -سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية لإقناع صانعي قرار العدو بأن أهدافهم الاستراتيجية مستحيلة التحقق أو مكلفة للغاية، ولا يُستهدف بالأساس الفوز عبر هزيمة القوات المسلحة للعدو، ولكن مهاجمة عقول صناع القرار وتحطيم الإرادة السياسية.

مما تقدم، نستطيع القول بأن حروب الجيل الرابع إنما يقصد بها “حالة من الحرب تمتاز بدمويتها وطول مدتها وتعدد جبهاتها، ويصعب فيها التفريق بين المقاتلين وغير المقاتلين، والجندي والمدني، والسياسة والحرب ، وهناك من يعتبرها “حرب لا تشنها جيوش نظامية ضد أخرى وفقا لقانون النزاعات الدولية المسلحة، ويستخدم المقاتلون –لا يمثلون دولة رسميا- تكتيكات الحرب غير التقليدية في مواجهة جيوش نظامية، ويعتمدون على شبكات قتالية مرنة ولهم قدرة عالية على امتصاص الضربات، ولا يُشغلهم العامل الزمني” وأنها “من أشكال حروب الغوريلا، تشنها فواعل من غير الدولة وتحركها دوافع أيديولوجية أو الدين أو الانتقام أو شهوة السلطة”

قارن توصيف هامز بما يحصل في ليبيا واليمن وسوريا والعراق والسودان وافغانستان وما حاولوا زرعه في مصر وتونس ،،، إيقاظ النعرات والطائفية والكره الديني والقبلي وقتال كل الاطراف بعضها حتى انهارت الدول بايدي ابناءها دون خسارة الغرب لجندي واحد ومضاعفة مبيعاتهم للسلاح اضعاف !!

الغريب والعجيب ان كتاب زي ده لم ينتبه له احد فالدول العربية رغم نشره قبل الربيع العربي بخمس سنوات !!! ولم تدرسه الكثير من اجهزة المخابرات العربية ولم تنشره دور النشر او تناقشه الجامعات او الاعلام لتوعية الشعوب !!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏14‏ شخصًا‏، ‏‏‏حشد‏ و‏في الهواء الطلق‏‏‏‏

والاغرب اكتر ان فيه كاتب اسمه لوميد فانكير وهو كاتب فرنسي في جريدة اللوموند عمل مقالات عن طريقة محاربة الجيل الرابع اصلا !!
وقال أن اقتصاد قوي ودولة مدنية حديثة قائمة على المساواة بالقانون هي اقوى النماذج لمجابهة الجيل الرابع من الحروب لانها بتزرع مواطنة على اساس العدل والمصلحة ،، ولو حس المواطن ان مصلحته فاستقرار البلد وانه قادر ياخد حقه حيدافع عن بلده وحيرفض تحطيم النظام ده !!

فهل من متعظ في اوطاننا ونبدأ نعمل مراكز بحثية تدرس خطط الغرب وتقرأ مقالات وكتب عدونا ونتعلم من افكاره ما نحمي به نفسنا من شرهم !!
حفظ الله مصر وشعبها الحضاري العظيم ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!