آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لصحيفة آفاق حرة
بقلم : الكاتبة جملا ملحم
……..
عندما يبدأ أحدنا الكتابة فإنه لا بد أن يمرّ بمرحلة التخيل وصنع الحوار في أفق غير ملموس، وأحيانا كثيرة لا تكتمل جميع عناصر المشهد الكتابي إلا عندما تنزل الكلمات من سطح الخيال إلى سطور الورق، هناك يصبح للحوار بداية ويصبح للموضوع ملامح واضحة تتزين بحسن تنظيم الأفكار والنضج الإبداعي.
في أحلام سامر المعاني هناك عابر جميل أبدع في رسم الصورة بالحرف في كل موضع من إنجازه الأدبي، فتراه أنيق الحرف في اختيار عناواين قصصة وومضاته.
عندما سرد “على لسان كاتب “زمن الكورونا
أخذنا بتفاصيل دقيقة لمشهد يمكن أن يتكرر في الأوساط الثقافية عامة، حيث أبرز تقلب المشاعر الحسية في زمن كورونا كما تتقلب الفيروسات في أجسادنا وتتطور وتتحور من فئة إلى أخرى.
وعندما قدم المعاني “قلب اسود” كان يريد أن يوصل رسالة غير مكتوبة عبر تفاصيل قصته حصلت وتحصل كل يوم، عندما يتحجب القلب بنقاب أسود من الحقد، تحجب عنه الرؤية الصحيحة لما هي في حقيقتها الواقعية.
وفي حالة الهاتف المغلق ، هناك حالة مشابهة للموت المفاجئ، حيث تؤجل الكثير من الأعمال والنشاطات والمناسبات وحتى الواجبات الشخصية أو حتى أحد الوجبات الغذائية المشتهاه التي تم تأجيلها بسبب ظروف كثيرة إلى يوم غد ،ليتفاحئ الجميع بنصب خيمة العزاء أمام بيت المتوفى، ويتم ذكر جميع مناقب الميت وما كان ينوي فعله في آخر يوم في حياته، وأنه طلب من زوجته تحضير وجبة المنسف يوم غد والذي بقي غصة في حلقها.
أما في” أغاني المطر” فقد رسم لنا المعاني صورة البعيد القريب الذي يكون بين أيدينا طوال الوقت ، ولكن تشعب الأفكار والخيالات وأحيانا الوهم القابع في دواخلنا يهيء لنا استحالة تحول هذا القريب إلى الواقع الذي كنا نحلم.
أبدع المعاني في “رسائل الحب”، إذ صور لنا حرفي الحب بأبدع الصور، حيث لم يتوقع الغريب أن أحلامه ستصبح حقيقة على يد زوجته اللامبالية في مشاعره وأحاسيسه الأدبية، وأن مولوده الأدبي الأول سيولد على يديها. كانت رسالة من الكاتب كي يعيد أحدنا زاوية نظرته للأمور عسى أن تكون فاتحة تغيير جذري في حياته.
وأخيرا لم يبخل المعاني على القارئ المتابع في تنويع الأجناس الأدبية والتي طرقت أبوابا مهمة ، ومنها القصة القصيرة جدا والومضة التي كانت تزخر بالمعاني والبدايات والنهايات المفتوحة والتي تصلح كل واحدة منها لكتابة رواية جديدة.
