سوادٌ من قبس الأساطير/ بقلم:منيـــرة الصـلـوي

سأخلع ثوب حاضري
سأفرغُني أيضًا

هأنذا أُحدث بي الكثير من الثقوبِ بمشاعرِ الخذلان الحادة؛ لأنفذ مني تمامًا…

لا بد وأنني أصبحت خاوية، فالأشياء صارت تمرُّني بسلام، لم أعد أشعر بمرورها البتة، لم يتبقَ عليَّ سوى تطهير روحي من رجسِ الإحساسِ مع انسكاب آنجل، وعلى زمهرير القطب الجنوبي.

فإذا ما راودني إحساس، أبت معاول التجاوز إلا نقض جدران حجراته حتى بات كقصرِ هـوســكا الملعون يقذف منه بكل إحساسٍ لإخدودِ الجحيم…

قد آن الأوان لتستوطنني العناكب والخفافيش، ليملأني الغبار، سأدعو الأرواح الغاضبة التي تسكن مثلث برمودا؛ لترتشف إكسير اللامبالاة على أول طاولة بجوفي وضِعت لتُهجر…

في قعر جمجمتي سآتي بالقليل من بقايا التايتنك الصدئة، تقابلها اللوحة الصارخة، معلقة بينهما روح توماس ساس بخيط الميثولوجيا؛ ليُبعث الهوس الروائي للوكيوس أبوليوس؛ ويمحو عار النقصان الذي مس روايته…

سأرتدي رداء الرمادية الذي سأخيطه بإبرة الرَّحيل من رقعات المآسي؛ لِأُتمم به طقوس التجرد، سأمضي بملامحٍ لا تفسير لها، ملامحٌ كتلك الترانيم السنسكريتية العتيقة المتمسكة بجدرانها التي تأبى الرُّضوخ للترجوم…

*اِرتِدادٌ عن حاضر*
*عودة للوراء*
*شغفٌ يلتحف النهايات*
*مـاضٍ يغريني بندوبهِ، تبدو كوشمٍ على زندِ ملكٍ حائِف، عابسٌ قاطب حاجبيه*

فأعتنقُ الرهبنة مع أولئك الرماديين غريبي الأطوار، أرتل تسابيح الوحدة في محرابي، لا زائرين لي سوى بصيص من قبس البدر المتسلل شقوق نافذتي الخشبية…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!