مايا الخوري امتداد للروحانيات بن عربي ( تأملات في عنوان النص ) بقلم محمد مجيد حسين

 

تأملات في عنوان النص

(يأخذ البحرُ بيدي) للشاعرة الصديقة مايا خوري

الكائن البشري ذو علاقة وطيدة مع الطبيعة منذ بدء الخليقة وتأخذ ماهية العلاقة بينهما مسارات متباينة من الانزياحات ويعد البحر من ركائز الأساسية للطبيعة وعلاقة المرء منا بالبحر هي بدورها تتباين من شخص إلى آخر حسب الخطاب الاجتماعي  والميول وطبيعة التفكير والعمل ومستوى الوعي.

وبالعودة إلى عنوان النص لمايا الخوري يأخذ البحر بيدي هنا تطرح شاعرتنا أهمية دور البحر في تبلور المشاعر التي تساهم وبشكل كبير في تغذية أسس ثبات الإرادة وتطورها والتي بدورها تؤثر على مسارين هما النجاح والسكينة.

البحر بمساحته اللامتناهية يبث في أعماق الذاكرة نسمات هادئة بإنسيابية  منظمة لتشكل أجواء من السكينة والتي تنعكس على الحالة النفسية للمرء من خلال هذا العنوان يأخذ البحرُ بيدي نستطيع أن نستسيغ مدى التشابُك الحسي بين البحر والشاعرة الوقورة مايا الخوري فهي تمتلك مساحات من الروحانية الواعية وهنا تكمن نواة الإنسانية الصائبة والتي تجاوزت سطوة الغرائز البدائية التي إذا ما تم تأطيرها يغدو التصالح مع الذات متاحة في معظم الاوقات.

يأخذ البحر بيدي عنوان يأخذنا إلى البعيد فكرياً إلى ما ذهب إليه محيي الدين بن عربي وآخرين من خلال بث الروحانية في الذات الإنسانية عبر تأويلات عميقة لمفهوم الحياة والموت.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!