وقفة مع قصيدة عذابات هاملت للشاعر صابر حجازي  / بقلم : كلستا ن المرعي  ـ سوريا

أوفيليا
يا حب العمر
يا جرح الصمت
ما أشهى أن ننسي الدنيا
في لحظة صدق
ما أشهي أن ننسي
 آنا نحيا
في زمن الـزيف
زمـن الـكبت
ما عادت تحيينا الكلمات
وصرنا
أغرابا في الأرض
***
أوفيليا
يا لحن القلب
يا أطهر أغنية في صمت الدرب
في كل صباح
تتفتح في روحي المشتاقة للنور
أحلام العمر المقهور
لـو تمتد اليد
تعصر بين  الديجور
إنسان الغد
لـو كان الإنسان…
الإنسان
يطوى الخوف الزائف
ويجازف
أن يحيا – يوما – بالحب
***
أوفيليا
ما أشهي أن ننسي الدنيا
في لحظة صدق
لكن الحب يعود يمر علي حد السيف
– من ينقذ قلبي من هذا الخوف –
يا أوفيليا
ضاعت أوفيليا في جوف الليل
وانسرق الحلم
تشتاق الروح إلي النور
تشتاق الروح إلي النور
..      ..     ..     ..
تسقط أوفيليا في عمق النهر
يبلعها الديجور
————————-
شعاع على القصيدة:-
للحب قدسيته منذ ا لأزل وهو تلك العلاقة السامية النقية بين روحين.
من أرض الكنانة من مهد الحضارات   العريقة للمصريين القدماء من مصر التاريخ من بلد الاهرامات الصامدة في وجه الزمن  من أرض الرسل و الأنبياء من بلد العلم  والعلماء ,من بلد الشعر و الشعراء من مصر  طه حسين وأحمد شوقي , و المنفلوطي ونجيب محفوظ من مصر ا لأزهر من أرض النيل  هبة السماء من مصر أم الدنيا يطل علينا  هذا  الأديب المخضرم  القامة ا لأدبية المبدعة  صابر حجازي بقصيدة رائعة  بعنوان عذابات هاملت وحبيبته أوفيليا/ليعبر بروعة أنفاس بشاعرية واحسا س بالحب و النقاء بقصيدته  الحزينة عن مأساة و عذابات  هاملت لحبيبته أوفيليا بكلمات محمولة بشحنات من الحزن والصدق و الشفافية تكاد تشارك حزنه لهذا الابداع الأدبي الانساني الرائع حيث يترجم أدق الأ حاسيس بكلمات بسيطة فتشارك حزنه  بكل آنة وزفرة عن أوفيليا حبيبة العمر  ,فهي الجرح الصامت و الحب الصادق وهي الحياة في زمن الزيف و الزور والكبت و الخوف ولم تعد الكلمات  تفيده  فيشعر  بغربة الروح على
الأرض فيقول :أوفليا :
يا حب العمر / يا جرح الصمت /ما أشهى أن ننسي الدنيا /في لحظة صدق / مأشهى أن ننسي أنا نحيا /
في زمن الزيف / زمن الكبت / ماعادت تحيا الكلمات / وصرنا / أغرابا في
 ا لأرض /.
ثمّ يتابع الشاعر  مبينن كيف يتغنى هاملت بحبيبته  بحنين و شوق حيث يمتزج الحزن  با الأمل فيتغنى بها في الدرب الصامت الحزين فهي موسيقى للنفس في   كل صباح   تدق على أوتار الروح بحنان ورقة , فهي النور الساطع وحلم العمر المقهور الذي زبل واضمحل في الظلام والخوف من المجتمع  الجائر الذي يسحق الأحلام الرومانسية  الجميلة  للمحبين و المعذبين و المظلومين ويطمسها , فلا يستطيعو أن  يحيوا بالحب يوما . فيقول :
أوفيليا
يا لحن القلب
يا أطهر أغنية في صمت الدرب
في كل صباح
تتفتح في روحي المشتاقة للنور
أحلام العمر المقهور
لـو تمتد اليد
تعصر بين  الديجور
إنسان الغد
لـو كان الإنسان…
الإنسان
يطوى الخوف الزائف
ويجازف
أن يحيا – يوما – بالحب
ويتابع الشاعر ليبين كيف تلونت القصيدة بغمامات من الحزن والكآبة وا لألم ,ويرى هاملت متمنيا أن يتجاوزكل الصعاب ويتخطاها , وأن يحب في لحظة صدق دون خوف, ولكنّ الحب  ممزوج” بالدم على على حد السيف , فتراه شاكيا  باكيا سائلا   مستغيثا   هل من ينقذ قلبي المعذّب من هذا الخوف يا أوفيليا ؟ثمّ يتحسر الشاعر ويتأوه على هاملت  وكيف ضاعت أوفيليا في الظلام  الغابر في عتمة الليل , وتبعثر الحلم المخملي ّالجميل وضاع …وصارسرابا تائها …, وانجرفت  حبيبة العمرفتاه أحلامه الذهبية أوفيليا  مع التيار الجارف في  قعرظلام النهر فغرقت……, لتشتاق الروح الى النور  وتشتاق….. , ولكن هيها ت… , هيهات …, لقد  سددت طرق الحدثان و المصائب رؤية النور .
فيقول :
أوفيليا/ما أشهى أن ننسى الدنيا/ في لحظة صدق/لكنّ الحبّ يعود يمرّ على حدّ /السّيف  /من ينقذ قلبي من هذا الخوف  … يا أوفيليا
ضاعت أوفيليا في جوف الليل / و انسرق الحلم /
….. تشتاق الروح الى النور / تشتاق الروح الى النور
/…../ ……./
تسقط أوفيليا في عمق النهر /يبلعها الديجور ….
نعم انها قصة حب حزينة ومأساة هاملت ,
حقا ان الذين يفتقدون الحب هم أكثر الناس تغنيا به , والذين يفتقدون  الأمل هم أكثر من يتحدثون عنه ,
 لقد غنىّ هاملت بالحب وتحدث عن ا لأمل  حتى امتزج الحزن با الأمل  وحزن حتى حزن الحزن عليه ,
وعبر عن كل ذلك  أديبنا   الشا عر فأبدع عن هذا  الحب ّ السّرمدي وتلك العلاقة المقدسة  وتلك النهاية التراجيدية للعاشقين بتعبير وتصوير رائعين, وبعاطفة وجدانية ابداعية صا دقة فيها  ميزة فنية منبعثة من نفسية  الشاعر الحزينة ,  وبأسلوب أدبي  رقيق  فيه رنة موسيقة عذبة تلامس  أوتار  القلوب  فتنتعش   لها  برقة و حنان.
القصيدة  تعد آية في الروعة والجمال تضطرب فيها المشاعر و تتعانق الأخيلة وتتجسد الأحزان ,./ انسجام اللفظ وملاءمته مع المعاني والعواطف وتجنب التعقيد ,
القصيدة تعد وثيقة تاريخية من   المسرحية التراجيدية  لشكسبير ومعانات هاملت  وأوفيليا ,
دمت أيها الأديب  الكبير و الشاعر القاص , و المحاور  الراقي , ودام نصل قلمك المنير الذي تجاوزت   حروفه كل الحدود , فالثقافة والمعرفة  وا لأدب لا حدود لهم  , دامت روعاتك  الأدبية  المميزة  أيها المبدع , فا لأمم تتقدم وتبنى وتتطور بأدبائها  ومفكريها  وشعرائها  فهم  التاريخ و الحضارة والشهادة وهوية الشعوب , وقد صدق معروف الرصافي  عندما قال :ابنوا المدارس و استقصوا   بها ا لأملا /  حتى نطاول في بنيانها الزحلا /
ان كان للجهل في أحوالنا علل”/فالعلم كالطب يشفي العلل , .
…………………………….
 , / اجازة في علم الاجتماع والدراسات الفلسفية / تخصص  ارشاد نفسي  اجتماعي / جامعة دمشق /كلية ا لآداب و العلوم الانسانية / تخرجت عام  1985,

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!