إذا صلح التعليم. بقلم .د. سلطان الخضور.الأردن

لصحيفة آفاق حرة

إذا صلح التعليم

بقلم.د. سلطان الخضور. الأردن

إذا صلح التعليم صلح المجتمع محاولة تعديل القوانين والأنظمة والتعليمات الناظمة للمجتمع ,أشبه ما تكون بالتدخل الجراحي , أو إعطاء جرعات من العلاج لإصلاح خلل عضوي أو غير عضوي أحدث خللا في الجسم, وبسبب هذا الخلل بات الجسم عليلا غير قادرعلى أداء واجباته. الحقيقة لا يمكن للتدخل الجراحي, ولا لغيره, ولا كل عمليات التجميل أن تعيد أي عضو من أعضاء الجسم, كان قد أصيب بخلل وتعيده إلى سيرته الأولى, ليعود إلى ما كان عليه قبل الإصابة ليؤدي دوره بنفس الفاعلية. لا ننكر, بل ندعو وباستمرار إلى ضرورة مراجعة كل الأنظمة والقوانين بين الحين والآخر, وتفعيل غير المفعل منها, وكتابة الوصفات العلاجية لأي خلل فردي أو جماعي, إقتصادي أو سياسي أو إجتماعي يبتلى المجتمع به, لكن بعد وضع اليد على الجرح ومعرفة الأسباب التي أدت إلى مثل هذا الخلل. ما نراه من حوارات متنوعة ومستمرة منذ سنوات’ على وسائل الإعلام لم تعط أكلها حتى الآن, وإن كان ذلك فبنسب محدودة جدا, بل أجزم أنها في كثير من الأحايين تعطي مردودا سلبيا, حيث تعكس صورة سلبية عن مجتمعنا وتعطي إشارات سوداوية للغير مما يؤثر سلبا على الإقتصاد والسياحة وكل مجالات الحياة. التعليم هو الحلقة الأساس لإصلاح الخلل في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات, وعندما نقول التعليم نعني كل الحلقات التي لها علاقة بالموضوع, وتشمل المناهج والمعلم والطالب والبيئة المدرسية, وبالتالي الأنظمة والقوانين المتعلقة بالعملية التعليمية. نحتاج إلى مناهج دراسية تتسم بالتسلسل المنطقي والموضوعي تراعي كل المستويات وتتماهى مع الأهداف الخاصة للطلبة, وتراعي قدراتهم والإمكانات المتاحة, وبالتالي تزيل الضبابية عن الهدف العام الذي يجهله الجميع, فالهدف العام للتعليم مازال يكتنفه الغموض, ولا أحد يعرف إلى أين ستسير الأمور, ولا أحد يتفهم الأهداف الإستراتيجية التي نريد أن نصل إليها كمخرج رئيس لكل مخرجات التعليم. نحتاج إلى معلم كفؤ, واثق غير مهزوز, يحدد أهدافه بدقة ويسعى إلى تحقيقها باقتدار,لديه حس وطني , غير متأفف, متسلح بالعلم والمعرفة, يؤمن بنبل رسالته وعظيم شأنها يعمل على أداء رسالته بأمانة وإخلاص. نحتاج إلى غرف صفية واسعة توفر الدفء النفسي والجسمي والمعنوي للطلبة, غرف مريحة غير مكتظة, غرف توفر الطمأنينة وتقي الطلبة حر الصيف وبرد الشتاء. ندرك أن ما نطرحه يحتاج إلى الأدوات اللازمة لإحداث التغيير وعلى رأسها تحسين ظروف المعلم المادية والمعنوية, وكذلك توفير الأدوات المادية والوسائل التعليمية اللازمة, والتي نؤمن أن توفيرها أسهل وأقل كلفة من المؤتمرات, واللقاءات والنقاشات التي تقودنا في كثير من الأحيان إلى حلقة مفرغة. نعود إلى العنوان لنقول أن المعلم أو الطبيب أو المهندس أو المحامي أو المهني الناجح, أو غير ذلك,هو نتاج بيئة تعليمية ناجحة من الممكن أن تكون البيئة الأسرية قد ساهمت بالقسط الأكبر منها, وبالتأكيد إن الفشل هو نتاج لبيئة تعليمية فاشلة, فهل نبدأ من المدرسة؟

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!