اطلالة على قصة ( زمن الدوار ) للاديبة فاطمة يعقوب/ بقلم : الروائي محمد ارفيفان عوادين

الزمن دوار: قال هارون الرشيد رضي الله عنه ما أحلى الملك لولا الموت، فالدنيا دولاب لا يكف عن الدوران.. والزمن دوار لا أعرف من القائل، وأغلب الظن عندي أنه من الكلام الذي لا يمكن الرجوع به إلى أحد بعينه، لكني وإن كنت لا أعرف القائل الذي يستحق أن ترفع له القبعات وقبلة على جبينه، إلا أنني مثلكم جميعاً أعرف قصصاً كثيرة ومنها قصة الزمن دوار للأديبة القاصة فاطمة يعقوب حيث تناولت القاصة في وقتها موضوع صراع المرأة في سن الأربعينيات، في هذا السن تغوص الأديبة فاطمة يعقوب في العمق بما تفكر به النساء في هذا السن، والرهبة التي تصل إلى حد الخوف عند بعض النساء أو الاحساس بالوحدة، حتى لوكان هناك اناس يحيطون بها، حين تسيطر هذه المشاعر السلبية عليها بل وتتحكم بها في كافة مجريات حياتها التي تعيش تفاصيلها بشكل يومي، لكن عندما أستنهضت بطلة القصة قواها ووقفت أمام المرآة وحين مرت بيدها على وجهها وتحسست بأن وجهها ما زال غضاً لم تقربه التجاعيد، مما دفع بها إلى الاتجاه الإيجابي تجاه نفسها وأن لديها مقومات كثيرة لا تدفعها إلى القلق ومن هذه المقومات والصفات الثقة بالنفس والإيجابية والإثارة التي تجعلها ما زالت جذابة في عيون الآخرين ممن يحيطون بها، ففي التفكير الإيجابي أن ليس من حقها الخوض في غمار القلق، بعيداً عن كل هذا نجد الأديبة القاصة فاطمة يعقوب أخذتنا إلى مرحلة الصدق التي تعيشها المراة مع نفسها، وبما تشعر به وتصدقه تجاه نفسها، وليس ما يشعره الناس تجاهها، كما عرجت بنا القاصة فاطمة يعقوب إلى الحالة الأجتماعية والأصدقاء في هذه الفئة من المرحلة العمرية، فالحياة الإجتماعية تعطي طاقة كبيرة لأستمرار الحياة، ولها تأثير كبير، فهي تبني المشاعر الخاصة بالوحدة، تملأ حياتها وتشعرها بقيمتها، وأنها ما زالت مطلوبة من الآخرين الذين يشاركونها حياتها وبرزت هذه القيمة والشعور عندما ضمت المولدة إلى صدرها وجاشت نفسها بالكثير من المشاعر تدفق الحنان إلى ثدييها، قائلة تعالي يا روحي.. تعالي لحضن ماما.. ماما ستو.