الأمومة / بقلم توفيق أحمد جاد

ربما يبدأ تفكير الأنثى بالأمومة ( والتي هي من أسمى وأنبل الصفات الانسانية ) منذ الطفولة المبكرة في حياتها ، لتبدأ الطفلة بتقليد أمها في لعبها مع دميتها ، فتحاول أن تلعب وتتعامل مع هذه الدمية وكأنها وليدتها وتحاول عمل أدق التفاصيل التي تراها في تعامل أمها مع أولادها . تنمو وتكبر هذه الغريزة مع الأنثى حتى تصل الفتاة الى سن الشباب وتبدأ التغييرات تظهر عليها ويتهيأ جسمها وعقلها لأن تصبح أما ، فيبدأ التفكير جديا في الأمومة الحقيقية في هذا السن وتتعزز هذه المشاعر حين يتم خطبة الفتاة ويتطور التفكير الى الحمل والولادة وأخيرا … الأمومة الزواج سنة الله لاستمرار الحياة والتناسل والتكاثر ، ومن ثماره التي تسعدنا هي الأولاد ، فحينما تتزوج الفتاة وتحمل وتنجب ، تصبح ( أما ) ولكن الأمومة لم تكتمل ، فتبدأ مرحلة الرضاعة ويتقرب الأم والمولود من بعضهما لتبدأ مرحلة التصاق وقرب تنمي حبهما فتكون هناك علاقة خاصة بينهما لا يشاركهما بها ثالث ، فتبدأ الأم تشم رائحة ولدها بحب وشغف، كما أن الطفل يبدأ بمعرفة أمه وهو مغمض العينين وذلك من خلال اشتمامه لرائحتها الزكية، فتبدأ هنا قصة حب من أقوى وأعظم قصص الحب… ولكن الأمومة لا تكتمل. تبدأ مرحلة التربية والتعب والسهر ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في حياة الطفل والتي لا يستطيع أي مخلوق آخر أن يفهم أسرارهاومعاناتها سوى الأم، فيبدأ التعب الشديد وسهر الليالي وعدم انتظام دورة الحياة لدى الأم، فهي تتابع ولدها على مدار الساعة… ولكن الأمومة لا تكتمل. سنة الله في خلقه أن تحمل الإناث وتلد فتصبح كل من تلد من جميع المخلوقات، تسمى أما، والحقيقة أن الغالبية العظمى من المخلوقات تنتهي مهمتها بعد الولادة وربما الإرضاع وأحيانا القليل من الرعاية، إلا الإنسان فتكون هذه المرحلة هي بداية الأمومة لتستمر مدى الحياة ويستمر الترابط الوثيق ما ببن الأم وأولادها. قالوا: ليست الأم هي التي تحمل وتلد… ولكن الأم هي التي تربي. فكم من الأمهات لديها أولاد لم يخرجوا من رحمها بل من رحم امرأة أخرى ونرى أن هذه المرأة هي الأم الحقيقية ونرى ارتباط الأولاد بها ارباطا وثيقا من خلال تربيتها لهم. أيتها الوالدات.. لكي تصبحن أمهات، فلا بد لكن من أن تتابعن حياة أولادكن بالتربية، فلا أمومة بلا تربية. هناك الكثير من النساء تخسر علاقتها بأبنائها الذين ولدتهم ولم تقم بتربيتهم ليصبحوا لها أبناء لصيقين بأمهم بارين بها، فلا عقوق لمن ربت وتعبت ولا جفاء وإهمال لمن كافحت وتابعت. أحسنوا إلى أبنائكم حتى يحسنوا لكم، ولا تعقوهم فيعقونكن، كونوا سباقين في إحسان التربية لأولادكم حتى تقطفوا ثمرة تربيتهم فلا تخسروهم وتستحقوا أمر الله للأولاد: وبالوالدين إحسانا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!